logo
العالم العربي

مسارات مختلفة للتصعيد.. هل ينجح ترامب في شلّ قدرة الحوثيين؟

مسارات مختلفة للتصعيد.. هل ينجح ترامب في شلّ قدرة الحوثيين؟
طائرة أمريكية تقلع لضرب أهداف حوثيةالمصدر: رويترز
03 أبريل 2025، 8:15 ص

يوم بعد آخر، تشهد هجمات واشنطن العسكرية ضد ميليشيا الحوثيين، تطورًا جليًّا على عدة مسارات متوازية، سواء على مستوى تصاعد نوعية بنك الأهداف، وتوسعة نطاق العمليات والذخائر المستخدمة فيها، إلى جانب توظيف الولايات المتحدة لقواها الناعمة السياسية والاقتصادية، لممارسة أكبر قدر من الضغوط على الميليشيا، بعد تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، انتقلت العمليات العسكرية الأمريكية إلى مرحلة جديدة أكثر شمولًا من الناحية العملياتية، تنوعت بين أهداف قيادية حوثية متحركة في 3 محافظات واقعة تحت سيطرة الميليشيا، مع استمرار الضربات المستهدفة للبنى التحتية العسكرية الاستراتيجية، واقتراب موعد فرض الحصار الاقتصادي الأمريكي، الذي يمنع استيراد المنتجات البترولية عبر ميناء الحديدة.

آثار غارات أمريكية سابقة على صنعاء

ومساء أمس الأربعاء، استهدفت طائرة أمريكية مسيّرة، جنوبي صنعاء، عربة مدنية على متنها قيادي حوثي، قالت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز"، إن هدف الضربة هو "يحيى محمد قاسم الصوفي"، مدير مكتب شقيق زعيم ميليشيا الحوثيين، عبدالخالق الحوثي، الذي يعدّ من أبرز القيادات العسكرية في الميليشيا، واثنين من المرافقين كانا بجواره.

يأتي ذلك، بعد عمليتين أخريين خلال يومي الثلاثاء والاثنين الماضيين، طالتا هدفين متحركين على متن سيارتيهما، بمحافظتي حجة والحديدة المتجاورتين، والمطلتين على مياه البحر الأحمر، غربي البلاد.

أخبار ذات علاقة

أفراد حوثيون يقفون في موقع ضربة أمريكية في صنعاء

استهداف السيارات.. هل بدأت واشنطن حصد رؤوس قادة الحوثيين؟

تعطيل صناعة القرار

ويقول الباحث السياسي، حسام ردمان، إن العمليات العسكرية الأمريكية، باتت أكثر فاعلية من خلال بنك الأهداف النوعي، الذي يتضمن عملًا منهجيًّا على قطع الرؤوس القيادية لدى ميليشيا الحوثيين، واستهداف بنيتهم التحتية العسكرية.

وأشار ردمان في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن النهج الأمريكي، وإن لم يقضِ تمامًا على قيادات ميليشيا الحوثيين، فإنه يجعلهم يعيشون عزلة أمنية، تنعكس سلبًا على قدرتهم على صناعة القرار السياسي والعملياتي، إلى جانب دورها في تقويض قدرتهم واستخدام أصولهم العسكرية ومخزونهم التسليحي.

وبيّن أن حجم تأثير الهجمات يتجلى في مدى تأثيرها في "طبيعة السلوك السياسي لميليشيا الحوثيين، الذي أصبح أقلّ مجازفة، وعلى سلوكهم العملياتي، الذي بات أكثر حذرًا؛ إذ لم تعد هجماتهم تتجاوز عتبة التصعيد الرمزي، من خلال توجيه صواريخ ومسيرات إلى أهداف يسهل للدفاعات الجوية التعامل معها".

أفراد حوثيون يقفون في موقع ضربة أمريكية في صنعاء

أخبار ذات علاقة

طارق صالح

طارق صالح: دور الحوثيين انتهى وهزيمتهم وشيكة (فيديو)

ضرب القوة النوعية

بموازاة هذه التطورات النوعية، لجأت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الأخير من الضربات، إلى استخدام أسلحة أكثر تطورًا وفتكًا للتعامل مع أهداف محددة، فضلًا عن قنابل من طرازGBU-57، المضادة للتحصينات، التي استخدمت في ضرب مستودعات الأسلحة النوعية والمحصّنة في منشآت تحت أرضية.

وكررت الغارات الأمريكية في الأيام الأخيرة، استهداف تحصينات ميليشيا الحوثيين المخفية في بطون الجبال الوعرة، بمحافظة صعدة وصنعاء وعمران، التي تمثل أضلاع القوة العسكرية الاستراتيجية للميليشيا، على صعيد القدرات الصاروخية وسلاح الجو المسيّر.

وذكرت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز"، أن الضربات المكثّفة على منطقة جربان بمديرية سنحان جنوب شرق صنعاء طوال الأسبوع الماضي، تمكنت بواسطة قنابل ثقيلة، مِن هدم مداخل الأنفاق المؤدية إلى إحدى المنشآت العسكرية المحصنة، غير أن ميليشيا الحوثيين سرعان ما عاودت إزالة الأنقاض والحطام وفتح المنافذ من جديد، وهو ما يشير إلى أهمية هذه المنشأة التي تعرضت لبضع ضربات متواصلة.

غارات أمريكية سابقة على صنعاء

بالتزامن، رفعت واشنطن مؤخرًا وتيرة تحركاتها العسكرية، بعد تحذيرات الرئيس دونالد ترامب، لإيران وميليشيا الحوثيين، من أن القادم سيكون "أعظم"، إن لم تتوقف الهجمات على السفن.

وأعلن "البنتاغون" الثلاثاء، الإبقاء على حاملة الطائرات الأمريكية المتواجدة حاليًّا في مياه البحر الأحمر، وإرسال أخرى إلى جوارها "لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان، وحماية التدفّق الحرّ للتجارة العالمية في المنطقة".

أخبار ذات علاقة

أرشيفية

17 غارة متتالية.. واشنطن تواصل استهداف مواقع الحوثيين

ويرى المحلل السياسي، خالد سلمان، أن واشنطن دخلت المواجهة مع ميليشيا الحوثيين بسقف زمني مفتوح، في ظل ربطها بين الملفين الإيراني والحوثي، باعتبار أن تدمير الثاني مدخل لإضعاف خط هجوم الأول، وإحراق ورقة طهران للمناورة، أملًا في تحسين شروطها المتعلقة بالملف النووي والمنظومة الصاروخية وأذرعها في الإقليم.

وقال سلمان، لـ"إرم نيوز"، إن من يراقب مجسّم الضربات الأمريكية وتوسع نطاقها "يكتشف أن المواجهة تتخطى تقليم أظافر أو احتواء الخطر إلى إضعاف قدراتهم إلى حدّ إعدامها كليًّا".

وبحسبه، فإن المرحلة التالية هي "تجهيز القوى المحلية لخوض المرحلة الثانية، بالتزامن مع تصفية وجود ميليشيا الحوثيين الميداني على الأرض، ويتبيّن ذلك من خلال إدراج مأرب ضمن بنك الأهداف الأمريكية، وهو ما يعزز شمولية الإضعاف الممنهج لميليشيا الحوثيين، وصولًا إلى الزحف البرّي نحو مناطق سيطرتهم".

وأضاف أن المنطقة مدرجة على قوائم أجندة ترامب لترتيب أوضاعها، في ظل مقايضة ملفات روسيا والصين، "وهو ما يجعل خريطة الشرق الأوسط أقل انزلاقًا نحو الحروب الإقليمية، بعد تجريد إيران من ترسانتها الصاروخية، ومنعها من امتلاك سلاح ردع استراتيجي، وتصفية آخر وكلائها".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"الآتي أعظم".. ترامب يطلق تحذيرا مزدوجا لإيران والحوثيين

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC