استهدفت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، سيارة مدنية أثناء تنقلها بين مناطق جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، مما ينبئ بمرحلة جديدة من العمليات الأمريكية تطال قيادات ميليشيا الحوثي بشكل مباشر.
ويعد الهجوم الأمريكي الثالث من نوعه الذي يستهدف سيارات متحركة في اليمن.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز" إن الهجوم الأمريكي الوحيد على محافظة صنعاء استهدف سيارة مدنية حديثة تقل أحد قيادات الحوثيين، بين مديريتي بلاد الروس وسنحان وبني بهلول، بمحافظة صنعاء، جنوبي العاصمة اليمنية.
وذكرت المصادر أن الضربة، التي دمرت السيارة أثناء وجودها في طريق فرعي بمنطقة "القحازة" شمالي مديرية بلاد الروس، نُفذت بواسطة طائرة "إم كيو-9 ريبر" الموجهة عن بعد، والمزوّدة بذخائر صاروخية دقيقة.
وأضافت أن المعلومات الأولية تشير إلى أن هدف الضربة هو يحيى الصوفي مدير مكتب القيادي عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، "لكن هذه المعلومات لا تزال غير مؤكدة حتى الآن".
وكانت تقارير عسكرية داخلية لدى القوات اليمنية المناهضة للحوثيين قد أشارت، الخميس الماضي، إلى مقتل قائد ما يسمى "المنطقة العسكرية المركزية" لدى الميليشيا، عبدالخالق الحوثي، في أول موجة من الغارات الأمريكية منتصف الشهر الماضي، والتي استهدفت منطقة "الجراف الغربي" شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
من جهتها، قالت وسائل إعلام الحوثيين إن غارة "القحازة" استهدفت "سيارة مواطن"، فيما أشار وزير الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أنيس الأصبحي، على منصة "إكس"، إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة مواطن، دون مزيد من التفاصيل.
وخلال الأيام الأخيرة، بدأت العمليات العسكرية الأمريكية الجوية، التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، تتخذ منحًى تصاعديًا جديدًا، من حيث نوعية الأهداف والذخائر المستخدمة في الهجمات، إضافة إلى اتساع نطاقها مؤخرًا.
وتُعدّ السيارة المستهدفة جنوبي صنعاء ثالث عملية هجومية تطال عربات متحركة في مناطق سيطرة الحوثيين؛ إذ شنّت واشنطن ضربة جوية، الاثنين الماضي، على سيارة مدنية بمنطقة "الطور" بمديرية بني قيس، جنوبي محافظة حجة، المتاخمة للحديدة، غربي البلاد.
ومساء الثلاثاء الماضي، شنت المقاتلات الأمريكية غارتين، طالت إحداهما سيارة تقل 4 قيادات ميدانية حوثية قرب مؤسسة مياه مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، قبل أن تستهدف الضربة الأخرى مبنى المؤسسة، ما أدى إلى أضرار واسعة فيه.
وكانت مصادر عسكرية في القوات اليمنية المشتركة، في الساحل الغربي من البلاد، قد قالت، في وقت سابق لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يستخدمون مبنى مياه المنصورية التابع للدولة كأحد المقرّات السرّية للقيادة والسيطرة في محافظة الحديدة، المطلة على مياه البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن استهداف قيادات الحوثيين أثناء تنقلهم وبشكل منفرد، يمثل تطورًا نوعيًا على مستوى الأهداف، مما ينقل العمليات العسكرية الأمريكية إلى مراحل متقدمة.
ويقول الخبير العسكري، العميد عبدالله الكميم، إن الضربات الجوية المركزة التي تستهدف قيادات حوثية على متن سياراتهم، سواء في صنعاء أو في حجة، "تمثل تطورًا لافتًا ومهمًا جدًا".
واعتبر الكميم، في تدوينة على منصة "إكس"، أن هذه الضربات "تصعيد كبير وحدث هام، وتغيير كبير في إدارة أمريكا للمعركة، مع استمرار ضرباتها للمواقع الحوثية بعنف شديد".
ورجّحت منصة "ديفانس لاين" المختصة في الشؤون الأمنية والعسكرية في اليمن، أن تكون الغارة التي استهدفت سيارة جنوبي صنعاء، قد طالت "قيادات وخبراء حوثيين".
وقالت إن منطقة "القحازة" هي إحدى قرى عزلة وعلان بمديرية بلاد الروس، وتقع على مقربة من الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء ومحافظات وسط وجنوب اليمن، إلى جانب ارتباطها بمنطقة جربان ومناطق سنحان، "التي تضم معسكرات ومجمعات ومخازن أسلحة وذخائر لجماعة الحوثيين".
