أفادت مصادر سودانية بأن وزير الدفاع في حكومة بورتسودان، الفريق حسن داود كبرون، قدّم استقالته منذ نحو أسبوعين، في ظل تصاعد الضغوط الدولية على قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان لوقف الحرب التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.
جاء ذلك بعد غياب كبرون اللافت عن اجتماع مجلس الأمن والدفاع، الذي عقد الثلاثاء، رغم أنه يشغل منصب مقرّر المجلس، ما عزز فرضية استقالته، بحسب ما أفادت به مصادر لصحيفة "السودانية نيوز" الأربعاء.
وأوضحت المصادر أن "الاستقالة تمت قبل أسبوعين أو أكثر ولم تعلن رسميًا بعد، وسط صراع داخلي متصاعد بين مراكز النفوذ داخل المجلس، حيث تهيمن قيادات الحركة الإسلامية على بعض المواقع، بينما تم تغييب باقي الأعضاء".
وأسفر غياب وزير الدفاع عن تكليف وزير الخارجية بتقديم بيان المجلس، في سابقة تشير إلى حالة من الارتباك داخل المنظومة العسكرية والسياسية في بورتسودان، وفق الصحيفة.
وكلف المجلس "جهات الاختصاص" بالرد على المقترح الذي قدمه مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أنه سيتدخل لوقف الصراع المدمر الذي أدى إلى تفشي الجوع والقتل والنزوح جماعي.
وتصاعدت الضغوط الدولية على قوات بورتسودان خلال الأيام الماضية لوقف الحرب، بعد أن قدمت الولايات المتحدة مقترحًا لوقف النزاع، سارع عبدالفتاح البرهان لرفضه، ووصفه بأنه "أسوأ ما رآه".
وقال المبعوث الأمريكي مسعد بولس إن الولايات المتحدة قدمت لقوات بورتسودان وقوات الدعم السريع خطة هدنة لكن طرفي الصراع لم يوافقا عليها رسميا .
وذكر بولس، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء أنه لا اعتراض على مضمون الخطة، لكن قوات بورتسودان عادت "بشروط مسبقة" وصفها بأنها مستحيلة التنفيذ.
وفي إشارة إلى نفوذ الإخوان داخل قوات بورتسودان، ذكر بولس أن الولايات المتحدة إذا مضت قدما في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، فإنها قد تدقق في أنشطة فروعها في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع الاثنين أن القوات ستدخل في وقف إطلاق نار فوري من جانب واحد.
وأكد دقلو دخول قواته في هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال القتالية لمدة ثلاثة أشهر، مع الموافقة على إنشاء آلية مراقبة دولية، مشيراً إلى أن ذلك يأتي "انطلاقاً من المسؤولية الوطنية واستجابة للجهود الدولية، وعلى رأسها مبادرة ترامب ومساعي دول الرباعية".
وحظي إعلان حميدتي بدعم أممي وأمريكي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن الإعلان "خطوة في الاتجاه الصحيح"، في حين رحب بولس بإعلان دقلو.