رئيس البرلمان اللبناني: غارات إسرائيل رسالة لمؤتمر باريس وتكريم لاجتماع الميكانيزم

logo
العالم العربي

هدنة الـ3 أشهر.. مبادرة إنسانية تصطدم بتصلب "تحالف الحرب" في بورتسودان

محمد حمدان دقلو يُحيي أنصارهالمصدر: رويترز

كشف مسؤولون سودانيون أن إعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية من جانب واحد لمدة ثلاثة أشهر شكل منعطفاً مهماً في مسار الصراع، بعد حراك دبلوماسي أمريكي إلى جانب الرباعية الدولية الساعية لوقف الحرب.

وأوضحوا لـ"إرم نيوز، أن هذه الخطوة عكست رغبة واضحة لدى الدعم السريع في فتح الطريق أمام جهود السلام، مقابل إصرار قيادات بورتسودان والتيارات الإسلامية المتحالفة معها على تعطيل أي مبادرة دولية أو إقليمية لإنهاء الحرب.

واقع جديد

وقال الأمين العام لحركة "العدل والمساواة" السودانية أحمد تقد، إن هذا الإعلان يعبّر عن رغبة قوات الدعم السريع وحلفائها، في البحث عن مخرج للأزمة "المستفحلة" في السودان، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام ودور الأطراف الدولية وموقف الدعم السريع، يبين مدى حرص الدعم للمشاركة في أي عملية سياسية تقود إلى إنهاء الصراع، وتعالج الإفرازات الناتجة عنه.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن وجود وفد من الدعم السريع في أول مفاوضات سياسية جرت في جدة بالسعودية، وكذلك حضورهم في المبادرة التي أطلقتها منظمة "الإيغاد" وفي المنامة وجنيف 1 و2 في الوقت الذي تخلّف فيه وفد قوات بورتسودان، يؤكد حرص الدعم السريع على دعم العملية التفاوضية.

أخبار ذات علاقة

محمد حمدان دقلو

"الدعم السريع" تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد لـ3 أشهر في السودان

وأوضح تقد أن الحراك الدبلوماسي بدأ الآن من الرباعية، للدفع باتجاه البحث عن سلام يُنهي الصراع الدامي في السودان، مشيراً إلى أن الرباعية تقدمت بعدد من المبادرات لإطلاق هدنة إنسانية، مرتبطة بآليات قادرة على المراقبة وهذه الهدنة ستقود في النهاية إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار؛ ما يفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة.

وأشار إلى أن الحراك الأمريكي مؤخراً فرَض واقعاً جديداً وطرح موضوع الهدنة بقوة، حيث استجابت قوات الدعم السريع لهذا الطلب، معلنة عن هدنة أحادية الجانب، ووقف الأعمال العدائية للأغراض الإنسانية لثلاثة أشهر، وموافقتها على تشكيل آليات للمراقبة والبحث بعد ذلك عن حل سياسي في المرحلة المقبلة.

قرار إنساني

وأكد السياسي السوداني أن موقف الدعم السريع ليس تكتيكياً بل هو قرار صادق على خلفية القرارات والمواقف السابقة لقوات الدعم السريع، يقابل ذلك إصرار على استمرار الحرب من جانب قوات بورتسودان التي تهيمن عليها الحركة الإسلامية والإخوان المسلمون، الذين يعتقدون وفق حساباتهم أن أي تسوية سياسية للنزاع عبر عملية تفاوضية ستنهي وجود الحركة وهيمنة قوات بورتسودان في السودان.

وبيّن تقد أن رغبة هؤلاء تتعلق بالاستمرار في الحرب إلى أن يتحقق الانتصار على قوات الدعم السريع، وفرض سلطة الأمر الواقع بقوة السلاح، ومن المستبعد القبول بأي هدنة من جانب الدعم السريع أو من المنظمة الدولية "الرباعية" والاتحاد الإفريقي، مشيراً إلى أن ما مِن خيارات للحركة الإسلامية إلا الاستمرار في الحرب والدخول في الصدام مع المجموعة الدولية من أجل البقاء.

ويتابع تقد قائلاً: إن الدعم السريع حريص على تحقيق السلام والاستقرار، وتهيئة الظروف لتقديم المساعدات الإنسانية وفتح الطريق للعملية السياسية، إلا أن الحركة الإسلامية وعناصرها التابعين لها في الأجهزة المختلفة تريد الطريق الآخر والاستمرار في الحرب ورفْض أي هدنة.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن خيار التمسك بالحرب هو الاستئثار بالسلطة إلى أطول وقت ممكن، لذلك إعلان الهدنة من جانب "الدعم" لن تلقى القبول من الطرف الآخر، مضيفاً أن التحركات الدولية مهمة إلا أن التحديات كبيرة وإلى أن تحدث انفراجة وهي مستبعدة بسبب تعنت الطرف الآخر، ليس أمام قوات الدعم سوى الاستمرار في العمليات العسكرية حتى النهاية.

يذكر أن قوات الدعم السريع أعلنت عن هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحاً دولياً بالهدنة، وفي وقت سابق، أكدت قوات الدعم السريع استجابتها "الكاملة والجادة" للمبادرات الهادفة إلى حل الأزمة في السودان، وإنهاء معاناة السودانيين.

ورغم تعنت حكومة بورتسودان، فإن الدعم السريع أكدت في بيانها الأخير أنها "تتابع باهتمام وتقدير بالغين، التحركات الدولية المكثفة بشأن الأوضاع في السودان" وتوجهت بالشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولبقية قادة دول الرباعية، "على جهودهم المقدّرة ومساعيهم الحميدة للتوسط في النزاع السوداني من أجل وقف الحرب المفروضة علينا وإنهاء معاناة الشعب السوداني".

إشادات واسعة

بدوره، أعلن تحالف القوى المدنية المتحدة "قمم" عن إشادته الكبيرة بإعلان قوات الدعم السريع عن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر لتعزيز حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وقال الناطق الرسمي باسم القوى المدنية المتحدة قمم في السودان عثمان عبدالرحمن سليمان: "إن هذا القرار التاريخي يأتي في وقت حرج من تاريخ السودان، حيث عانت شعوبنا من ويلات الحرب والصراع، ويمثل خطوة حقيقية نحو تحقيق السلام والاستقرار".

أخبار ذات علاقة

قائد قوات الدعم السريع وسط عدد من أنصاره

"الدعم السريع" تعلن استجابتها "الكاملة والجادة" لمبادرات حل الأزمة في السودان

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن إعلان الهدنة الإنسانية من قبل قوات الدعم السريع يعتبر بمثابة شعاع من الأمل في ظلام الحرب، ويعكس التزامًا حقيقيًا بتحقيق السلام الدائم، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط مكثفة على جيش بورتسودان الذي يتجاهل المبادرات والنداءات الدولية، مما يزيد من معاناة الشعوب السودانية.

وأشار سليمان إلى أن أكبر خطر يشكل عقبة أساسية أمام إحلال السلام في السودان هي "جماعة الحركة الإسلامية و واجهاتها" التي ترى في وقف الحرب نهاية لوجودها في السودان.

وأكد أهمية الوحدة والتضامن بين جميع القوى المدنية في السودان، مشدداً على ضرورة دعم قوات الدعم السريع في سعيها نحو تحقيق السلام لأنها أصبحت الطرف الوحيد الذي يستمع إلى آراء الشعوب السودانية بعناية و يسعى بصورة جادة لتنفيذ رغباتها وتطلعاتها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC