logo
العالم العربي

بعد "فيديو الكفرة".. هل فشلت ليبيا في مواجهة الاتجار بالمهاجرين؟

بعد "فيديو الكفرة".. هل فشلت ليبيا في مواجهة الاتجار بالمهاجرين؟
مهاجرون في مركز احتجاز غربي طرابلسالمصدر: أ ف ب
10 يناير 2025، 2:21 م

أثار مقطع فيديو، لمهاجرين احتُجزوا في مدينة الكفرة، جنوب شرق ليبيا، للمطالبة بفدية، جدلاً واسعًا في البلاد، وأحيا التساؤلات حول ما إذا كانت السلطات الليبية قد فشلت في مواجهة الاتجار بالبشر.

في الفيديو، تظهر شابة إثيوبية تُدعى نعيمة جمال، وهي معصوبة الفم ومقيدة بالحبل، بينما يقف خلفها عشرات المهاجرين الآخرين الذين يواجهون الوضع ذاته.

وكشفت منظمة "ميديتيرانيا سايفينغ هيومن" أن "نعيمة جمال البالغة من العمر 20 عامًا، اختُطفت فور وصولها إلى ليبيا في مايو/ أيار 2024، والآن تطالب عصابة من تجار البشر بفدية قدرها 6 آلاف دولار أمريكي لإطلاق سراحها".

انقسام سياسي وأمني

ويتكدس عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، الذين يسعون إلى الوصول إلى السواحل الأوروبية بعد مغادرتهم بلدانهم؛ بسبب الأزمات الإنسانية والأمنية، في ظل تصاعد الحروب والنزاعات في الدول الأفريقية.

وقال الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، إنه "في ظل الانقسام السياسي والعسكري والأمني، تتنامى بالتأكيد عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل على استغلال الهجرة غير الشرعية من خلال اختطاف المهاجرين ووضعهم في السجون والمساومة بهم، وعمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية والسواحل الليبية".

وأكد عبد الكافي، لـ"إرم نيوز"، أن " هذا الانقسام يوفر بيئة ملائمة لهذه العصابات التي ليست فقط ليبية، بل أيضًا مرتبطة بشبكات دولية".

وأضاف: "لمواجهة هذه العصابات يجب إرساء دولة متماسكة وقوة أمنية وجيش موحدين، حتى يستطيعا العمل بطريقة منظمة باستخدام، على سبيل المثال، طيران يراقب الحدود لملاحقة هذه العناصر ومهاجمتها".

وشدد على أن "الكفرة تقع تحت سيطرة خليفة حفتر، المنطقة الشرقية والجنوبية كلها تحت سيطرته، وهي التي تنشر قواتها في هذه المنطقة. ومدينة الكفرة هي صحراوية شاسعة وفيها أماكن لا يمكن الوصول إليها، وحكومة الوحدة الوطنية غير قادرة للوصول هناك، إذ ليس لها أذرع أمنية وعسكرية هناك".

وأكد عبد الكافي أن "في المنطقة الغربية تقوم الحكومة بعمليات أمنية وعسكرية تستهدف أوكار شبكات الجريمة المنظمة، سواء التي تعمل في تهريب البشر أو الوقود أو الإخلال بالأمن. فهي تعمل في المساحة التي تسيطر عليها".

ليست مسؤولية ليبيا فقط

أما الناشط الحقوقي والمحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، فاعتبر أن "ما حدث في الفيديو للمهاجرة نعيمة جمال هو شيء يندى له الجبين، وما تقوم به عصابات الاتجار بالبشر أمر مخزٍ، لكنهم لا يمثلون الشعب الليبي. ومن يتحمل المسؤولية هي القوى الغربية التي دعمت الانقسام في ليبيا".

أخبار ذات علاقة

جلسة سابقة لمجلس الأمن

ليبيا تترقب اجتماع مجلس الأمن وتنتظر مبعوثا جديدا

 وتابع في حديث، لـ"إرم نيوز": "مع كل ذلك، يجب ألا نضع اللوم على ليبيا وأوروبا فحسب بل أيضًا قادة الدول الإفريقية التي يتدفق منها المهاجرون، أين أجهزتها الأمنية وحرسها؟".

وأوضح أن "أغلب المهاجرين يحاولون الوصول إلى العاصمة طرابلس حتى يتقدموا بطلبات اللجوء الإنساني. وهذا أمر من شأنه أن يحدث أزمة في العاصمة ومدن أخرى".

وتساءل "لماذا لا يتم قبول طلبات اللجوء في مدن غير طرابلس، أو أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها مفوضية شؤون اللاجئين، لديها نوايا أخرى؟".

أخبار ذات علاقة

مهاجرون أفارقة يحاولون الفرار إلى أوروبا

مقيدة ومعصوبة الفم.. صورة مهاجرة إثيوبية تثير صدمة في ليبيا

 ويرى أنه "لا يمكن القضاء على ظاهرة الهجرة غير النظامية، لكن يمكن التقليص منها. ونحن لا نتهم المنظمات الدولية، لكن سياساتها تثير الريبة والشكوك".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC