لا تزال مبادرة القائمة بأعمال المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري، لحل الأزمة السياسية تثير تساؤلات؛ حيث أعلنت عنها قبل أسابيع ونصت على إنشاء لجنة للمضي بالبلاد نحو انتخابات عامة، لكن هذه اللجنة لم يتم تشكيلها بعد.
ويثير ذلك تساؤلات عما إذا كانت مبادرة خوري سترى النور، قريبًا، أم أنها وُلدت ميتة خاصة مع بدء العد التنازلي لجلسة مجلس الأمن الدولي، بشأن ليبيا المقرر عقدها في الخامس عشر من يناير / كانون الثاني الحالي.
وتشهد ليبيا جمودًا سياسيًا مع استمرار الانقسام الحكومي، حيث يوجد في البلاد حكومتان: الأولى في شرق البلاد، وهي مدعومة من البرلمان يرأسها أسامة حماد، والثانية في غربها ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وهي معترف بها دوليًا.
وعلّق عضو البرلمان الليبي صالح قلمة، على الأمر بالقول إن "مبادرة ستيفاني خوري وُلدت ميتة في الواقع؛ لأن ستيفاني لم تأتِ بجديد وليس عليها توافق تام في مجلس الأمن الدولي ومضت في الخطوات التي مضى فيها من سبقوها، وهي لا تختلف عن باتيلي".
وتابع قلمة في حديث لـ"إرم نيوز": "أعتقد أنه لا حل في ليبيا إلا عن طريق الليبيين أنفسهم، وستيفاني حاولت أن تشكل لجنة فنية وتطرقت إلى قوانين الانتخابات، لكن بشكل مُبهم؛ حيث إن قوانين الانتخابات صادق عليها البرلمان، ورحب بها مجلس الأمن، والمبعوث الأممي السابق، وقد نشرت تلك القوانين في الجريدة الرسمية".
وأضاف أن "ستيفاني خوري تسعى إلى إرضاء كل الأطراف في ليبيا، ومن يقوم بذلك لن يصل في البلاد إلى حل، ونحن في مجلس النواب لا نترقب منها أي جديد، ولا نهتم بجلسة مجلس الأمن، لكن إذا كان هناك شيء إيجابي أو جديد، فنحن لن نرفضه، لكن ليبيا تخطت مراحل صعبة سواء من النواحي الأمنية أوالاقتصادية".
وشدد قلمة على أن "محاولات ستيفاني خوري هي اجتهادات، لكن مبادرتها مبهمة، مع العلم أن موضوع الانتخابات يبدو محسومًا؛ إذ توجد قوانين انتخابية وغير ذلك، لكن المشكلة، الآن، في ليبيا تكمن في وجود حكومتين".
ورحبت قوى غربية ودولية بالمبادرة التي طرحتها ستيفاني خوري، لكن الأطراف السياسية الليبية كانت مُنقسمة تجاهها.
وقال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، إن "ستيفاني خوري لم تفشل في مبادرتها، فقط هي أوقفتها مؤقتًا بالنظر إلى التحركات الدولية الموجودة في المنطقة، خاصة في سوريا، في حال لم يحدث أي تغيير من قبل الدول المتدخلة في ليبيا أعتقد بأن خوري ستعلن انطلاق مبادرتها، وستكون مدعومة في ذلك من المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن واشنطن تعوّل كثيرًا على هذه المبادرة لكي تكون هناك حكومة في ليبيا يمكن التفاوض معها بخصوص وجود المرتزقة، وتوحيد الجيش الليبي وغير ذلك".
واستدرك العبدلي بالقول لـ"إرم نيوز": "لكن لا نريد أن نكون سلبيين أو محبطين تجاه مبادرة خوري التي نتمنى أن تنبثق عنها حكومة قوية، وأعتقد أن السيدة خوري جاهزة تمامًا لتفعيل اللجنة الفنية ومبادرتها، لكن ما حدث في المنطقة عطَّل ذلك".
وأوضح أن "ليبيا ليست بمعزل عما يحدث في سوريا، وأعتقد بأن الوضع الليبي – السوري مرتبط لأن الطرفين الدوليين المتدخلين في هاتين الأزمتين مشتركان وهما روسيا وتركيا، لكن خوري تترقب الوضع وإمكانية تغيّر المعادلة العسكرية والسياسية في ليبيا".