كشف مصدر عسكري سوري أن مروحيتين، أمريكية وإسرائيلية، هبطتا في قاعدة عسكرية في منطقة القلمون بريف دمشق، أمس الاثنين.
وقال المصدر إن جنودا وخبراء من الجيشين الأمريكي والإسرائيلي نزلوا من المروحيتين وتوجهوا لاستطلاع ما يوجد داخل القاعدة.
ورجح المصدر أن يكون الهدف من اقتحام القاعدة، وربما غيرها من القواعد المنتشرة في أكثر من مكان في سوريا، من قبل الأمريكيين والإسرائيليين، هو الاطلاع على نماذج الصواريخ التي تُصنّع في المنشآت الموجودة، ومعرفة التكنولوجيا التي تستخدمها إيران والنظام السوري السابق لتطوير الصواريخ البالستية، ومن ثم تفكيكها ونقلها إلى إسرائيل أو ضربها.
وتوجد في منطقة القلمون السورية التي تشترك بحدود طويلة مع لبنان، 3 قواعد عسكرية، حسب المصدر، أولاها في "القطيفة" التي تبعد عن دمشق نحو 40 كيلومترا، وتحتوي على مستودعات تخزن فيها صواريخ "الفاتح" و"زلزال"، وهي خاصة بالحرس الثوري الإيراني.
كما توجد مقرات مشتركة لإدارة الصواريخ بين الجيش السوري والحرس الثوري، إضافة إلى مستودعات صواريخ "تشرين" الباليستية متوسطة المدى والتي لم يخرج منها أي صاروخ طوال السنوات الماضية، وفقا للمصدر.
ويوجد أيضا في القطيفة، "اللواء 155" الذي يضم صواريخ سكود أرض - أرض السورية، التي طورتها سوريا نقلا عن تكنولوجيا كوريّة شمالية.
ويضم اللواء عدة كتائب إطلاق وكتيبة هندسة، وهي التي يجري فيها تجميع الصواريخ وتزويدها بوقود الإطلاق.
وتقع قاذفات الصواريخ في سراديب حفرت في بطن الجبال المحيطة باللواء. وتوجد كتائب تابعة له في كل من الناصرية في القلمون و"حفير تحتا".
أما في قاعدة الناصرية، فقد سعت إيران، وفقا للمصدر، إلى استغلال مطار الناصرية الجوي الواقع على مسافة 10 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة جيرود في منطقة القلمون الشرقي، لأغراض عسكرية سرية تخص صناعة الصواريخ.
ويقول المصدر إن النظام السوري السابق منح صلاحيات واسعة لإيران لتمكين خبرائها من الإشراف على تجهيز مخازن صواريخ جديدة في المنطقة الممتدة بين مدينتي القطيفة والناصرية تمهيداً لتخزين وإنتاج وتطوير وصيانة الصواريخ فيها، دون أن يتخلى عن إدارة المطار.
ويشير المصدر إلى أن اهتمام إيران بتخزين وتصنيع الصواريخ في منطقة القلمون يعود إلى قربها من لبنان وامتلاكها حدودا مشتركة طويلة ومعابر وأنفاقا، حيث يجري نقل جزء كبير من هذه الصواريخ إلى مخازن حزب الله في لبنان.
ومن هنا، يقول المصدر، جاءت زيارة الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين، التي تهدف في جزء منها، على ما يبدو، لمعرفة طرق التهريب المحتملة نحو لبنان، وتاليا التأكد من ضربها وتجفيف منابع السلاح نحو حزب الله.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية طيلة اليومين الفائتين غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية سورية في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تدمير مقدرات الجيش السوري بعد عملية جوية كبرى جرى خلالها استهداف نحو 300 موقع عسكري شملت مطارات وثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة وصواريخ.
وقال: "دمرنا مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قمنا بها في تاريخنا، ودمرنا طائرات وسفناً حربية ومنشآت إستراتيجية في سوريا لمنع وصول المعارضة إليها.
ومع ذلك، ذكر المصدر أن هدف الغارات الإسرائيلية الأساسي ليس الفصائل المعارضة التي مدت يدها لإسرائيل في أول يوم لدخولها دمشق، وفق قوله، بل هي ذريعة لنزع شامل للسلاح من سوريا، ومنع وصول أي سلاح باتجاه حزب الله.