ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
بينما يراهن الشارع العراقي على الحكومة "المُقبلة"، في معالجة الأزمات المتراكمة واستقرار المشهد بالبلاد، يُعبر البعض عن مخاوف من إنتاج الأزمات القديمة بوجوه وأوزان مختلفة وعدم حدوث أي تغيير.
وبينما تصدر ائتلاف "الإعمار والتنمية" برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الانتخابات البرلمانية، التي جرت مُؤخرًا، بـ46 مقعدًا، واحتفظت الكتل السنية والكردية بنفوذ متباين، بدت ردود الفعل الشعبية موزعة بين تفاؤل مشروط وحذر واسع من استمرار الأزمات الخدمية والاقتصادية.
وترى شرائح واسعة من العراقيين أن حجم التحديات يفوق قوة أي كتلة بمفردها، ما يجعل قدرة الحكومة الجديدة على بناء تفاهمات واسعة شرطًا أساسيًا لمعالجة هذه الملفات.
كما تشير المزاجات العامة إلى رغبة متزايدة بربط الأداء السياسي بالنتائج المباشرة على مستوى الخدمات، لا بالخطابات الانتخابية، في وقت تتصاعد فيه المطالب بترسيخ الاستقرار الاقتصادي ووقف التدهور في قطاعات الصحة والتعليم والإدارة المحلية.
بدوره، رأى المواطن سامان شواني من السليمانية، أن "الخريطة الجديدة في البرلمان قد تسهم في تهدئة جانب من التوتر القائم إذا ما جرى التوصل إلى تفاهمات واضحة بين بغداد والإقليم، لأن المواطنين سئموا من أزمة الرواتب والسجالات السياسية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "النتائج تُظهر استمرار هيمنة الأحزاب الكبيرة، وهذا الأمر يحمل جانباً إيجابياً يتعلق بالاستقرار، لكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف لدى الناس من غياب أي تغيير فعلي في مستوى الخدمات".
وتزايدت المخاوف الشعبية في مختلف المحافظات من استمرار الأزمات اليومية التي يواجهها العراقيون منذ سنوات، وفي مقدمتها تراجع الخدمات الأساسية، وتذبذب إمدادات الكهرباء والمياه، وارتفاع نسب البطالة، إلى جانب الضغوط الاقتصادية واتساع الفجوة بين متطلبات المواطنين وقدرة المؤسسات على الاستجابة لها.
ويرى كثير من المراقبين أن قدرة الحكومة المقبلة على التعامل مع هذه الملفات ستكون العامل الأكثر تأثيراً في تقييم الشارع لأداء الدورة السياسية الجديدة، خاصة مع تراكم التحديات وغياب حلول مستدامة في القطاعات الحيوية.
بدوره، قال المواطن فهد الأسدي إن "المواطنين ينتظرون خطوات عملية تعالج الأزمات المتراكمة، لأن الوعود لم تعد كافية أمام ما يعيشه الناس من صعوبات يومية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "نتائج الانتخابات لا تُعد مفاجِئة، لكن التوقعات الشعبية هذه المرة تذهب نحو ضرورة اتخاذ قرارات واضحة وحقيقية، لأن العراقيين يريدون حكومة قادرة على تقديم حلول ملموسة لا تكرار التجارب السابقة".
من جانبه، رأى المواطن صفاء العبيدي من بغداد أن "النتائج الحالية تعكس رغبة الناس بالاستقرار، لكن التحدي الحقيقي هو حل أزمة السكن والزحام والخدمات، باعتبار ارتباط الأزمات بالقرار السياسي".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "المواطنين يريدون برنامجاً واقعياً لا مجرد تبدل في أسماء الكتل، فالمجلس السابق لم يتمكن من معالجة هذه الملفات بصورة واضحة".
وفي ضوء ذلك، يرى مختصون أن انعكاسات النتائج على تشكيل الحكومة ستعتمد على قدرة القوى السياسية على بناء تفاهمات أوسع داخل المكونات الثلاثة الرئيسة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن المجموع الكلي للقوى الشيعية يتجاوز 170 مقعدًا، بما فيها مقاعد ائتلاف "الإعمار والتنمية"، ما يمنحه القدرة على لعب دور محوري في مسار التشكيل السياسي، لكن ذلك سيبقى مرتبطًا بمواقف القوى السنية والكردية التي تمتلك مساحات تفاوضية كبيرة.
من جهته، قال الباحث السياسي عبدالله الركابي إن "المشهد الجديد يؤشر إلى أن الحكومة المقبلة ستتشكل وفق صيغة تفاهمية، تعتمد على موازنة مصالح القوى الشيعية مع مطالب الحلفاء في الإقليم والمحافظات السنية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "التحدي الأكبر أمام الحكومة المقبلة ستكون البرامج الاقتصادية والخدمية، في ظل المطالبات المستمرة بتحسين الواقع المعاشي، وتوفير فرص العمل للعاطلين".
وتستعد القوى السياسية لمرحلة مفاوضات معقدة قد تمتد لأسابيع، إذ رسّخت النتائج الأولية مواقع قوى تقليدية وكشفت عن صعود محدود لتيارات جديدة، وهو ما يتطلب وقتاً أطول في إقناع مختلف الأطراف بمسار تشكيل الحكومة.