واصلت تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية بدفع مزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في خطوة ربما تمهد لشن هجوم على القوات التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية" تهدد أمنها.
وقالت مصادر سورية مطلعة، إن تحركات عسكرية تركية ضخمة شهدتها مدينة نصيبين في الجهة المقابلة لمدينة القامشلي، التي تعد ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "قسد"، التي تتهمها أنقرة بالمماطلة في حل نفسها والاندماج في الجيش السوري.
وأكدت المصادر، أن التعزيزات العسكرية التركية الجديدة شملت عشرات الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ، بالإضافة إلى آليات ومعدات عسكرية أخرى، وذلك بمرافقة مئات العناصر من الجيش التركي.
وأوضحت المصادر أن مدينة نصيبين، التي تقابل القامشلي مباشرة، تعتبر نقطة استراتيجية لمراقبة تحركات قسد والسيطرة على معبر نصيبين الحدودي، الذي كان مغلقًا منذ سنوات، الأمر الذي يسهل تنفيذ أي عملية عسكرية ضد القوات الكردية.
وجاءت التعزيزات العسكرية التركية في مدينة نصيبين بعد يومين من بدء حشدها العسكري في مناطق شرق الفرات، والذي يعد الأول من نوعه على صعيد المعدات والأفراد المشاركين في هذا الحشد، الذي يتكون من 135 دبابة، بالإضافة إلى مدافع ومدرعات وغيرها من الآليات العسكرية الأخرى.
كما تأتي التعزيزات العسكري التركية عقب الحديث عن اتفاق تركي سوري خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة إلى إسطنبول، بشأن حسم ملف قوات سوريا الديمقراطية التي ما زالت ترفض تصويب أوضاعها والاندماج في الجيش السوري.
ويحظى حسم ملف "قسد" بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية التي منحت الضوء الأخضر لإتمام العملية في حال لم تبادر القوات الكردية بحل نفسها والاندماج ضمن الجيش السوري.
ويشكل حسم ملف قوات "قسد" أولوية بالنسبة للدولة التركية، التي تعتبر هذه القوات إرهابية تهدد أمنها القومي، ويجب تصفيتها بأسرع وقت ممكن.
وكانت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، قد عكست موقفًا حازمًا بشأن ملف قوات سوريا الديمقراطية، حيث دعا الحكومة السورية للالتزام بتنفيذ الاتفاق مع "قسد"، مع تلويح بمتابعة دقيقة من تركيا للموضوع.
يشار إلى أن مدينة القامشلي تعد ضمن المحافظات التي تسيطر عليها قوات "قسد" ذات الغالبية الكردية، والتي تشمل كذلك مدن الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق التي يطالب الأكراد بإقامة حكم ذاتي فيها في إطار سوريا الجديدة.