logo
العالم العربي

تدمير "فيزيائي ومعنوي".. خبراء يكشفون "سر" استمرار القصف على دمشق

تدمير "فيزيائي ومعنوي".. خبراء يكشفون "سر" استمرار القصف على دمشق
مشهد من دمار الغارات الإسرائيلية على سوريا المصدر: (أ ف ب)
13 ديسمبر 2024، 12:22 م

بعد قرابة أسبوع من سقوط نظام بشار الأسد، لا تزال إسرائيل مستمرة في شن غاراتها الجوية على معظم أنحاء سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية، ومطارات، وقطعًا بحرية، ومخازن أسلحة، ومنشآت علمية، ومنصات صواريخ للدفاع الجوي. 

ورغم تراجع حدة الغارات، فإن الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة والحربية لا تغادر سماء دمشق، ما يدفع المراقبين للتساؤل عن الأهداف الحقيقية وراء هذه الهجمات التي لم تُحقق أهدافها بعد، رغم عملها في أجواء مفتوحة دون مواجهة أي مضادات تُذكر.

استهداف الرمزية السياسية والعسكرية

يرى المحلل السياسي مازن بلال أن استمرار الغارات ليس أمرًا مستغربًا، خاصة أن إسرائيل كانت دائمًا متفوقة جويًّا على الجيش السوري، ويقول في حديثه لـ"إرم نيوز": إن "الجيش السوري، رغم ضعفه، يظل قوة سياسية تسبب صداعًا لإسرائيل، واستمرار القصف يهدف إلى تدمير هذه الرمزية بشكل نهائي".

ويؤكد بلال أن إسرائيل قضت تقريبًا على البنية التحتية للجيش السوري، ولم يتبقَ سوى قوة عسكرية محدودة، مهمتها الأساسية الحفاظ على مراكز محددة بانتظار نشوء شرعية سياسية جديدة. 

ويضيف: "تدمير الجيش السوري هو تدمير فيزيائي ومعنوي في الوقت نفسه، فالقوة العسكرية التي كانت منتشرة في جميع أنحاء سوريا لم تعد تشكل تهديدًا مباشرًا، ولكن مستودعات الأسلحة الإستراتيجية لا تزال تمثل خطرًا محتملًا تخشاه إسرائيل".

أهداف توسعية

من جهته، يشير المحلل السياسي طارق الأحمد إلى خرق إسرائيل لاتفاقية الهدنة، واجتياحها للمنطقة العازلة في الجولان، مؤكدًا أن ذلك يُظهر أهدافها التوسعية، واستغلالها للوضع الراهن في سوريا لتغيير خريطة الحدود، والسيطرة على مناطق جديدة.

ووفقًا للتصريحات الإسرائيلية، فإن الغارات الجوية الحالية تُعد أكبر عملية جوية نفذتها إسرائيل منذ قيامها، فقد قصفت أكثر من 300 هدف خلال اليومين الأولين من الإطاحة بالأسد، وامتدت العمليات من دمشق وريفها إلى الساحل والمنطقة الوسطى وأماكن أخرى.

ويرى الأحمد أن إسرائيل تسعى إلى جعل السماء السورية آمنة تمامًا لطائراتها، وترسيخ قاعدة تقول إن هذه الجبهة مباحة لها، في إطار حرب نفسية تستهدف سوريا.

ضعف الدفاعات الجوية السورية

خلال السنوات الماضية، فشلت منظومات الدفاع الجوي للجيش السوري في التصدي للغارات الإسرائيلية وحماية دمشق. 

ويعزو الأحمد ذلك إلى قِدم المعدات الدفاعية، التي لا تستطيع إسقاط طائرات "إف-16" الإسرائيلية، ويقول لـ"إرم نيوز" إن "أسلحة إسرائيل متطورة وتُمكنها من القصف من مسافات بعيدة، لكنها تصر اليوم على التحليق المستمر بطائراتها فوق الأجواء السورية".

وأضاف "هذا يحمل رسالة سياسية للقيادة الجديدة بأن إسرائيل لن تتهاون مع أي خطر محتمل، بالإضافة إلى تحقيق أهداف عسكرية".

خيارات القيادة الجديدة

ينتظر السوريون رد فعل القيادة الجديدة على الاعتداءات الإسرائيلية، ولو على المستوى السياسي من خلال تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أن الأولويات الحالية تبدو منصبة على ترتيب البيت الداخلي، كهدف رئيس في هذه المرحلة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC