يرى معظم الإعلام العبري أن إسرائيل، بعد مرور أسبوع على إطلاق عملية "شعب كالأسد"، حققت عددًا من الإنجازات العسكرية، لكنها في المقابل تكبدت خسائر فادحة، وسط توقعات بأن تتصدر منشأة فوردو النووية، وملف اغتيال خامنئي، ومضيق هرمز، والهجمات الصاروخية الإيرانية المفاجئة، أجندة الأحداث في الأسبوع الثاني من الحرب.
وبحسب تقرير القناة "13" العبرية، فإن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار، لكن من السابق لأوانه تقييم حجم التأثير الفعلي لضربات إسرائيل على القدرات النووية الإيرانية، على عكس ما يروّج له الإعلام القريب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعلى رأسه القناة "14".
وذكر التقرير أن الضربات الإسرائيلية المستمرة ألحقت أضرارًا جسيمة بالقيادات العليا في الحرس الثوري والجيش الإيراني، فيما لا تزال التفاصيل حول حجم تلك الضربات غائبة بسبب التعتيم الإعلامي الإيراني.
في المقابل، اعترفت القناة 13 بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعاني من خسائر فادحة، مشيرة إلى مقتل نحو 30 شخصًا وإصابة أكثر من 1500 آخرين، مع تنفيذ عمليات إجلاء لما يقارب 10 آلاف شخص من مناطق تمتد من طمرة شمالًا إلى بئر السبع جنوبًا، بالإضافة إلى إصابات حرجة، أبرزها في مستشفى سوروكا.
واعتبرت القناة أن من أبرز "إنجازات" إسرائيل خلال الأسبوع الأول استهداف منشآت نووية إيرانية حساسة، بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، ومفاعل بوشهر النووي، إضافة إلى قصف مفاعل أراك البلوتوني.
ورغم أن مفاعل أراك لم يكن نشطًا، فإن الإيرانيين يعتبرونه ورقة ضغط استراتيجية في حال تعثرت مفاوضات تخصيب اليورانيوم.
وبحسب تقديرات استخباراتية إسرائيلية، فإن إيران فقدت نسبة كبيرة من قدراتها في مجال القيادة والسيطرة، نتيجة موجة اغتيالات طالت عشرات المسؤولين رفيعي المستوى، كما تم تدمير نحو 40% من منصات الإطلاق الصاروخي، إلى جانب تعزيز سيطرة سلاح الجو الإسرائيلي على المجال الجوي غرب إيران بفضل التفوق الاستخباراتي.
لكن ورغم ذلك، لم تُستهدف حتى الآن مواقع نووية حساسة، أبرزها منشأة فوردو.
ووفق تصريحات لمسؤولين سياسيين وعسكريين في تل أبيب، فإن إسرائيل تعتزم مهاجمة فوردو "سواء بمشاركة أمريكية أو من دونها"، إلا أن أسبوعًا من العمليات العسكرية مر دون تنفيذ أي ضربة على هذه المنشأة أو مواقع نووية استراتيجية أخرى.
داخليًا، ما زالت إسرائيل تسعى إلى احتواء الضربات الإيرانية دون الدخول في مواجهة شاملة، رغم أن إيران أثبتت هذا الصباح قدرتها على إطلاق وابل من الصواريخ ألحق أضرارًا ملموسة داخل العمق الإسرائيلي.
والأخطر من ذلك، بحسب المتابعين، أن إسرائيل لا تملك حتى الآن استراتيجية خروج واضحة من هذه الحرب، ما ينذر بتحولها إلى حرب استنزاف صاروخية طويلة مع إيران، تضاف إلى حالة الاستنزاف الممتدة منذ اليوم 622 لحرب 7 أكتوبر.
وقد شهد هذا الأسبوع مقتل عدد كبير نسبيًا مقارنة بالأسابيع الماضية، فيما يخشى مراقبون من أن تشكّل هذه الحرب غطاءً إعلاميًا لطمس الانتهاكات الجارية في قطاع غزة، حيث تُسجّل يوميًا ضربات دامية بحق المدنيين، بينهم من يُستهدفون أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية.