مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على حزب الله، تنكشف كل يوم، آثار الدمار الكبير في جميع المناطق اللبنانية، وكأن اعصارًا ضربها ودمّر كل ما فيها. وحتى المدارس والمعاهد التعليمية والجامعات لم تسلم هي الأخرى.
كما أن شبكات الاتصال التي تعد الشريان الأساس الذي يبقي على التواصل بين اللبنانيين، تضررت وحُولت مناطق كثيرة الى أماكن معزولة عن العالم، فيما برزت مخاوف عند اللبنانيين، من أن يشمل هذا الوضع المزري لبنان كله.
وتعقيبًا على ذلك، قال سعيد كريديه الموجه التربوي في وزارة التربية: "الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على حزب الله، دمرت عشرات المدارس في جميع المناطق اللبنانية، وجعلت جزءًا آخر غير صالح لاستيعاب الطلبة".
أما المدارس التي لم تتضرر، فتم تحويلها لمراكز إيواء للنازحين، بسبب عدم التخطيط المسبق لمسألة النزوح، وعدم توافر الملاجئ لاستيعابهم، وكانت الأولوية تأمين الهاربين من المناطق المستهدفةـ وإبعادهم عن الخطر على قدر الإمكان.
وأكد الموجه التربوي لــ "إرم نيوز"، أنه قد يتم اللجوء إلى إعادة إقفال المدارس الرسمية والخاصة في لبنان، فالعديد من العراقيل موجودة ومن الصعب تذليلها، ما يعوق الوصول إلى النتيجة المرجوة.
ويقول الموجه التربوي: "نسبة حضور الطلبة تعد شبه معدومة، بسبب عدم قدرة النازحين على نقل أبنائهم إلى المدارس التي تم تخصيصها لهم، خاصة أن الغالبية يمرون بضائقة اقتصادية صعبة جدًا، بالإضافة إلى أن الحالة النفسية للطلبة تمنعهم أو تقلل من قدرتهم على الاستيعاب، وتمنع الأهالي من الاهتمام والمتابعة".
ويشير كريديه، إلى أن طلبة المدارس الخاصة في المناطق التي كانت تعد آمنة، هم أيضًا أحجموا عن الحضور إلا بنسب قليلة، بسبب الخوف من الغارات الإسرائيلية التي وإن لم تصبهم بمكروه، فهي تبث الرعب في نفوسهم، ما يجعلهم غير قادرين أساسًا على الاستيعاب.
كما أكد أيضًا أن اللجوء الى التدريس عبر الإنترنت، لم ينجح، بسبب عدم توافر الإنترنت عند الطلبة النازحين، ولا حتى عند غير النازحين، بالإضافة إلى عدم توافر الأجهزة الإلكترونية عند الطلبة اللازمة لذلك.
وعن مشاكل الإنترنت، رأى خبير الاتصالات محمود الحجيري، أن هنالك مخاوف جدية من عزل لبنان رقميًا عن العالم، بعد توقف شبكتي الاتصال والإنترنت".
وأشار إلى أن "الشبكة الحالية والتي تعاني أصلاً من الأعطال بسبب قدمها وحاجتها الى التطوير، تضررت بعد توقف 20 محطة عن العمل، لتدميرها بشكل كامل أو جزئيًا، وبالتالي خروجها عن الخدمة".
كما أن صيانة المحطات التي لا تزال تعمل، شبه متوقفة، بسبب المخاوف الأمنية ولعدم إمكانية تزويدها بالطاقة لتعمل، على حد تعبير الحجيري.
وأردف خبير الاتصالات، بالقول لــ"إرم نيوز"، إن "ما يجري من تدمير وتعطيل للمدارس وشبكات الاتصال وغيرها، ما هي إلا ورقة ضغط تستخدمها إسرائيل لتحقيق مبتغاها من الحرب".
ويضيف الحجيري: "حتى التعليم عن بعد يبدو أنه في طريقه إلى الزوال، وكذلك الحال للقطاع الاقتصادي والتجاري".
وأكمل: "البلد سيشهد شللاً حقيقيًا داخليًا، بالإضافة إلى عزل لبنان عن العالم"، لافتًا إلى أن مناطق كثيرة أصبحت معزولة فعلاً في الجنوب، والبقاع، وبعض مناطق الضاحية.
وختم بالقول:"مسألة ترميم شبكات الاتصال، أو استبدال المحطات المدمرة، أو ربط الأجهزة مع الأقمار الاصطناعية مباشرة، أو حتى الاتفاق مع شركات تزويد عالمية، مكلفة جدًا بالنظر للوضع المالي الحالي للدولة اللبنانية، وبالتالي فإن العلاج مستحيل".