رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونغ، يواجه اختباراً دقيقاً بين بكين وواشنطن وسط ضغوط اقتصادية وأمنية، وتصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن على ميونغ معالجة آثار الحرب التجارية التي يشنّها ترامب، في وقت يسعى فيه إلى إنعاش رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
ورغم مطالبة ترامب المتكررة لسيول بزيادة مساهمتها في تكاليف استضافة 28,500 جندي أمريكي، فإن العلاقات الأمنية بين البلدين تبدو متماسكة في الوقت الحالي.
وذكرت الصحيفة أن ميونغ سيجد نفسه مضطراً، عاجلاً أم آجلاً، إلى التواصل المباشر مع البيت الأبيض بقيادة ترامب، الذي ألمح بعد فوز ميونغ الساحق في الانتخابات إلى أن "التدخل الصيني" قد أدى دوراً في صعوده، في إشارة أولية اعتبرها مراقبون إشكالية.
ورغم أنه من الطبيعي أن يخصص ميونغ جزءاً كبيراً من خطابه الأول كرئيس للحديث عن الحمائية الاقتصادية التي يصفها بـ"التهديد لبقاء كوريا الجنوبية"، فإنه لا توجد حتى الآن خطط فورية لفتح محادثات بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 50%، بحسب الصحيفة.
يذكر أن كوريا الجنوبية كانت رابع أكبر مصدّر للصلب إلى الولايات المتحدة، العام الماضي، حيث شكّلت 13% من وارداتها.
وفي الجانب الآخر، أشارت "الغارديان" إلى أن ميونغ لم يعلن حتى الآن عن رؤية واضحة لكيفية إصلاح العلاقات الاقتصادية مع الصين، الشريك التجاري الأول لبلاده، دون التسبب في توتر مع واشنطن.
وأضافت أن التحديات أمام الرئيس الجديد لا تقتصر على السياسة الخارجية، بل تشمل أيضاً أوضاعاً اقتصادية داخلية صعبة، إذ من المتوقع أن لا يتجاوز نمو الاقتصاد الكوري نسبة 1%، فضلاً عن الحاجة إلى استعادة ثقة الشارع بعد مرحلة من الاضطراب في عهد الرئيس السابق يون.
وبينما يبقى الملف النووي لكوريا الشمالية أكبر تحدٍ خارجي للرئاسة، تعهد ميونغ بإعادة فتح قنوات الحوار مع بيونغ يانغ بعد 3 سنوات من الجمود والتصعيد في عهد سلفه.
وأوضحت الصحيفة أن قدرة ميونغ على التوفيق بين مصالح بلاده في علاقتها مع كل من الصين والولايات المتحدة لا تزال موضع اختبار، لا سيما في ظل رغبته في تعزيز التعاون الإقليمي الثلاثي مع طوكيو وواشنطن.
وأكد التقرير أهمية القيادة السياسية في مثل هذه اللحظات الحساسة، مشيرة إلى أن مجرد مكالمة هاتفية ناجحة مع ترامب قد تُحدث فرقًا كبيرًا في التوجهات الأمريكية تجاه كوريا الجنوبية.
ويرى أنصار الرئيس الجديد أن ميونغ يعتبر مفاوضاً براغماتياً وفعّالاً، لكنهم يؤكدون أن مستقبله سيعتمد على قدرته في التميز عن سلفه، وعدم الاكتفاء بتكرار نهجه المحدود.
