logo
العالم العربي

ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت.. مراهنة على تقويض مفاوضات إيران

ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت.. مراهنة على تقويض مفاوضات إيران
الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنانالمصدر: رويترز
28 أبريل 2025، 2:47 م

يرى خبراء أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، تهدف إلى استفزاز ميليشيا حزب الله ودفعها للرد العسكري، مما قد يعطل المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي.

ويعتقد البعض أن إسرائيل تسعى إلى تشويش هذه المفاوضات من خلال تصعيد عسكري في لبنان، إلا أن حزب الله قد يتجنب الانجرار إلى هذا الاستفزاز في الوقت الحالي، بالنظر إلى الوضع الاستراتيجي المعقد.

في المقابل، ترى بعض التحليلات أن الولايات المتحدة تميل إلى التركيز على الحلول الدبلوماسية مع إيران، ما يقلل من فرص التصعيد العسكري، ويترك لبنان في دائرة النزاع المستمر ما لم يتم التوصل إلى اتفاق داخلي يعيد الاستقرار.

أخبار ذات علاقة

الموقع المستهدف في ضاحية بيروت

إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي قصفتها في ضاحية بيروت

 "اختلاق مبررات"

حول ذلك، قال الخبير العسكري نضال زهوي، إن الهجوم الأخير على بيروت جاء دون تبريرات، على عكس الهجمات السابقة التي كانت تروج لها إسرائيل عبر اختراع مبررات مثل إطلاق صواريخ أو أحداث مشابهة.

وأوضح زهوي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الهجوم الحالي يخرج عن نطاق أي تبرير أو محاولة إيجاد مشروعية للعمل أمام المنظمات الدولية والدول الراعية".

وأشار إلى أن "الهدف الأول من هذه الهجمات هو محاولة استفزاز حزب الله للعودة إلى القتال واستخدام الأسلحة الفتاكة المتاحة له، طالما أنه محمي بالقانون الدولي".

وأضاف: "هذه فرصة لا تريد إسرائيل أن تضيعها، رغم أن حزب الله يحاول في الوقت الحالي عدم الانجرار إلى هذه الاستفزازات".

وأشار إلى أن المرجح عدم انجرار الحزب إلى ذلك في الوقت الراهن؛ لأنه ليس من مصلحته لا سياسياً ولا استراتيجياً.

أخبار ذات علاقة

استعراض عسكري لـ"حزب الله"

دور إيراني "خفي".. لماذا تغيّرت معادلة نزع سلاح حزب الله؟

تعطيل المفاوضات الأمريكية الإيرانية

وتابع: "الهدف الثاني أن أي رد فعل من حزب الله قد يعطل المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي، وبذلك يحقق الإسرائيليون الهدفين معاً في وقت واحد".

وأوضح أنه "من المتوقع أن يفوّت حزب الله هذه الفرصة على إسرائيل".

وأشار إلى أن "الدولة اللبنانية تمسك ببعض أطراف اللعبة في جنوب لبنان، في حين أن الولايات المتحدة أكثر اقتناعاً بالحلول الدبلوماسية مع إيران على حساب الحلول العسكرية".

وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتنع بعد مشاورات مع البنتاغون بصواب وجدوى العمل الدبلوماسي، مما يجعل فرص التصعيد العسكري ضعيفة، كما أن واشنطن ستفوت أيضاً هذه الفرصة على إسرائيل بالتشويش على المفاوضات مع إيران.

أخبار ذات علاقة

رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود مع لبنان

إسرائيل تكثف ضرباتها لمنع إعادة ترميم ترسانة "حزب الله" في لبنان

مسار الحرب مع إيران

من جانبه، قال المتحدث باسم القوات اللبنانية، شارل جبور، إن جميع الاحتمالات واردة في سياق المفاوضات الأمريكية الإيرانية.

وأضاف جبور: "يبدو أن إسرائيل غير متحمسة لمسار تفاوضي بل تسعى إلى مسار حرب مع إيران، مما يعني محاولة التشويش على المفاوضات".

وأردف لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله ليس في وضع يسمح له بالعودة إلى الحرب، ولو كان باستطاعته ذلك لما أوقف الحرب في 27 أكتوبر 2024 عندما وقع اتفاقية وقف إطلاق النار؛ لأنه لم يعد قادراً على استكمال الحرب.

وأشار إلى أن وضع حزب الله في 27 أكتوبر 2024 كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، حيث كان النظام السوري قائماً، ما كان يسمح له بتأمين التمويل العسكري وتعزيز ترسانته العسكرية".

وأردف: "لكن بعد سقوط النظام السوري، أصبحت قدرات حزب الله أكثر محدودية؛ بسبب إغلاق قنوات التمويل العسكري له".

وختم بقوله، إن إسرائيل ستستمر في أعمالها العسكرية في لبنان، وسيظل لبنان ساحة صراع إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق بين حزب الله والدولة اللبنانية لإنهاء المشروع المسلح لبناء الدولة، وبسط سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية، أو سيبقى لبنان في دائرة الفوضى والنزاع المستمر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC