logo
العالم العربي

هل تفتح عملية إدلب آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب بين واشنطن ودمشق؟

هل تفتح عملية إدلب آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب بين واشنطن ودمشق؟
مروحيات التحالف الدولي
21 أغسطس 2025، 3:54 ص

تثير عملية استهداف قيادي بارز في تنظيم داعش المتطرف في بلدة "أطمة" بمحافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين واشنطن ودمشق، في ملف مكافحة الإرهاب، ورد فعل التنظيم على الحكومة السورية التي شاركت في العملية.  

وأفادت تقارير إعلامية بأن زعيم التنظيم أبو حفص الهاشمي القرشي، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويعدّ مهندس التفخيخ، بالإضافة إلى كونه مسؤولاً عن تجنيد المقاتلين الأجانب وتسهيل تحركاتهم داخل سوريا، قُتل برفقة نساء فرنسيات خلال عملية إنزال نفذتها قوات التحالف الدولي وقوات سورية، الأربعاء.

فرصة كبيرة

واعتبر المحلل السياسي السوري وائل علوان أن "سقوط نظام بشار الأسد خلق فرصة كبيرة لتعاون رسمي بين التحالف الدولي والحكومة السورية، خاصة في ظل الدعم الأمريكي لفكرة دمج قوات سوريا الديمقراطية مع القوات الحكومية، وانفتاح واشنطن تجاه دمشق".

وقال علوان لـ"إرم نيوز" إن "شراكة التحالف مع دمشق في مكافحة الإرهاب تشير إلى مسار متدرج قد ينتهي بشراكة كاملة، بحيث تصبح دمشق الجهة الرسمية الوحيدة مع القوى الإقليمية والدولية في هذا الملف، وصولاً إلى دمج قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد مع القوات الحكومية، والحصول على دعم دولي عبر مؤسسات الدولة".

وأوضح أن "التعاون بين التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب كان قائمًا وغير معلن منذ سنوات مع أطراف محلية، مثل حكومة الإنقاذ التي كانت تسيطر على شمال غربي سوريا".

وأكد علوان أن "هذه الخطوات ستفتح الباب أمام جهود أكثر جدية وفاعلية في مواجهة داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، كما ستمنح الحكومة السورية فرصة كبيرة لتلقي الدعم الإقليمي والدولي في مسار القضاء على تحديات التي تواجهها، بما يسهم في تعزيز استقرار سوريا".

رد داعش

ورجح الباحث المصري المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، أن العملية الأخيرة أسفرت عن مقتل خليفة تنظيم داعش الخامس، المعروف بـ"أبو حفص الهاشمي القرشي".

وقال أديب لـ"إرم نيوز" إن "طبيعة داعش اللامركزية تجعله قادرًا على الاستمرار في تنفيذ عملياته الإرهابية في عدة دول، بحيث تعمل فروعه ومجموعاته بشكل منفصل وفق تدريب يؤهلها للتحرك دون الحاجة لقيادة مركزية واضحة.

وفيما يتعلق بنشاط تنظيم "داعش" في سوريا، قال أديب إن "خلايا التنظيم تتركز بشكل متفرق وواسع في مناطق البادية، غير أن التحديات التي تواجهها الدولة السورية الجديدة، وتراجع الجهد الدولي في مواجهته، إلى جانب حالة الانقسام السياسي والصراع الداخلي بين الحكومة وبعض الطوائف، أسهمت في توفير بيئة خصبة لعودة نشاط التنظيم، خاصة في محافظة إدلب التي تشهد انعكاسًا مباشرًا لهذه التعقيدات".

وقال إن "إدلب تعدّ ملاذاً آمناً لعناصر التنظيم رغم أن بعض خلاياه تبدو خاملة، فإنها تمتلك قدرة عالية على إعادة تنظيم صفوفها، بما يتيح لها تنفيذ عمليات نوعية داخل سوريا".

وتوقّع أديب أن يستغل داعش الفوضى المعقدة في المنطقة للعودة إلى المشهد مجددًا وأن يرد التنظيم على العملية الأخيرة بقوة من خلال خلاياه النشطة المنتشرة في عدة مناطق داخل سوريا، وليس في إدلب وحدها.

من جانبه، قال المحلل السوري وائل علوان إن "دمشق لا تخشى من تصاعد عمليات التنظيم الانتقامية الذي يجاهر بعدائه للحكومة وجعل استهدافها على رأس أولوياته في المنطقة نتيجة تحركاتها ضده".

وأكد "حرص الحكومة السورية على اجتثاث خلايا التنظيم ومنعها من التحرك وتوجيه ضربات قاسية ومستمرة ضد عناصره، مستفيدة من مشاركة مختلف القوى المحلية والإقليمية والدولية في هذا المسار".

أخبار ذات علاقة

أرشيفية

أنباء عن مقتله برفقة نساء.. من هو أبو حفص القرشي زعيم "داعش"؟ (فيديو إرم)

 
 
 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC