logo
العالم العربي

"سياحة على خطوط النار".. إسرائيل تنظم جولات لمواطنيها في سوريا

"سياحة على خطوط النار".. إسرائيل تنظم جولات لمواطنيها في سوريا
سياح إسرائيليون ينظرون إلى سوريا من هضبة الجولانالمصدر: ارشيف - ا ف ب
07 أبريل 2025، 12:58 م

كشفت تقارير إعلامية عبرية إن  إسرائيل تعتزم تنظيم جولات سياحية لمواطنيها في الأراضي السورية التي توغلت فيها عقب سقوط نظام بشار الأسد.

وبينما تنهمك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في العمل على احتواء تداعيات الخروقات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، ومحاولة إعادة الجيش الإسرائيلي إلى الخطوط الذي حددها اتفاق "فض الاشتباك" مع سوريا، والذي يعود للعام 1974، فإن تل أبيب تذهب في اتجاه آخر تمامًا، عبر تحويل المناطق التي احتلتها مؤخرًا إلى وجهة سياحية غير متوقعة.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي وجّه دعوة للمواطنين للانضمام إلى "جولات سياحية" خاصة تقام ضمن الأراضي السورية الواقعة خارج الشريط الحدودي.

أخبار ذات علاقة

قوات إسرائيلية في الجنوب السوري

"وول ستريت جورنال": إسرائيل هي "القوة المسيطرة" في جنوب سوريا

 

وأوضحت الصحيفة أن "الجولات السياحية" التي تنظمها قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع "مجلس الجولان الإقليمي" ومؤسسات استيطانية، تشمل مناطق نادرًا ما سُمح للإسرائيليين بزيارتها في السابق، فضلًا عن المناطق التي احتلتها مؤخرًا داخل سوريا.

ووفقًا للصحافة العبرية، فإن هذه الجولات السياحية النادرة تتم للمرة الأولى منذ قيام دولة إسرائيل في العام 1948 .

"كل شيء هادئ على الجبهة الشمالية الشرقية"

ويرى خبراء أن الهدف من هذه الجولات هو إعطاء إسرائيل انطباعًا لمواطنيها بأن "كل شيء هادئ على الجبهة الشمالية الشرقية"، وأن المنطقة الحدودية مع سوريا تحت السيطرة، وليس هناك أي داع للقلق، خصوصًا بعد اشتباكات ومناوشات مع مجموعات من الجانب السوري في المناطق المتاخمة للجولان المحتل.

ويضيف خبراء، بأن ثمة رسالة سياسية من وراء تنظيم هذه الجولات، مفادها أن تل ابيب لا تعير أي اهتمام للانتقادت الأممية والدولية بشأن توغلها في سوريا، بل تسعى للتمسك بالبقاء في تلك الأراضي، بل وتنظم جولات ترفيهية سياحية، لتكون ورقة ضغط تشهرها في وجه الحكومة السورية الجديدة.

ومن المعروف أن لدى الإسرائيليين خيارات سياحية أفضل، غير أن التركيز على المناطق السورية المحتلة، كوجهة سياحية، يحدث إرباكًا وتشويشًا حيال هذا الملف المعقد، وهو ما تريده تل أبيب، بحسب الخبراء.

وقالت "هآرتس" إن المناطق التي تعتزم إسرائيل تنظيم "جولات سياحية” فيها، تشمل وادي الرقاد، حيث تلتقي مياه نهر اليرموك بجريان الوادي، في نقطة حدودية ثلاثية بين إسرائيل والأردن وسوريا.

أخبار ذات علاقة

موقع غارة إسرائيلية على محافظة حماة

سياسة "النَفَس الطويل".. ما فرص المواجهة المباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟

 

وتتضمن خارطة الجولة السياحية، زيارة نقطة مراقبة في منطقة جبل دوف، وهي جزء من سلسلة جبل الشيخ، ويمكن من خلالها رؤية جنوب لبنان، وجبال لبنان، وسهل البقاع.

وتشمل الجولات السياحية، كذلك، معبر الحمة، وجبل الشيخ، وجبل الروس، ونفق سكة الحجاز قرب نهر اليرموك، وجميعها مناطق مصنفة "خارج السياج الحدودي"، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من تأكيدات الجيش الإسرائيلي أن الجولات "آمنة بالكامل"، فإن تقارير إعلامية عبرية أشارت إلى أن تنظيم جولات في مناطق حدودية حساسة، كالحدود السورية، يثير التساؤلات.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن المناطق المشمولة في الجولات تعتبر "مناطق عسكرية مغلقة"، لافتة إلى أن هذه الخطوة تعتبر غير مسبوقة منذ قيام إسرائيل.

ونشر الجيش الإسرائيلي أرقامًا وبيانات للتسجيل على هذه الرحلات.

"الفصح اليهودي" 

ومن المقرر أن تنظم الجولات خلال عيد الفصح اليهودي، وهو أحد الأعياد الرئيسة في الديانة اليهودية، ويحتفل به لمدة 7 أيام، بدأ من منتصف نيسان، أبريل حسب التقويم اليهودي "لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية"، كما يوصف في سفر الخروج.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تفتح أبواب سوريا للزوار!

للمرة الأولى.. إسرائيل تنظم "رحلات سياحية" داخل سوريا (فيديو إرم)

 

وتحتل إسرائيل، منذ العام 1967، معظم مساحة هضبة الجولان، واستغلت الفراغ في سوريا بعد هروب الأسد، فاحتلت المنطقة السورية العازلة، وتوغلت في عمق الأراضي السورية، فيما أعلن نتنياهو بعد أيام من سقوط نظام الأسد "انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين".

وإلى جانب هذا التوغل، فإن إسرائيل تواظب على استهداف المواقع العسكرية داخل سوريا، وتبرر خطواتها بالحفاظ على أمنها، وأمن مستوطناتها في الجولان السوري المحتل.

وانتقدت إسرائيل على لسان مسؤوليها القيادة السورية الجديدة إذ تعتبرها "جماعة إسلامية جهادية متطرفة"، معربة عن استعدادها لحماية الأقليات في البلاد.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC