رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
قالت مصادر دبلوماسية أمريكية، إن واشنطن تتحرك بسياسة "رفع السقف" للضغط على بيروت من أجل الذهاب إلى عملية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، حتى يكون هناك قبول لأي مبادرة أو عملية يطرحها السفير الأمريكي الجديد في بيروت ميشال عيسى، عند استلام مهمته.
وذكرت المصادر لـ"إرم نيوز" أن هذه السياسة تتم بشكل متقن عبر عملية "تعلية السقف" من خلال كل من المبعوث الأمريكي الحالي توم باراك من جهة، والمبعوث الأمريكي السابق آموس هوكستاين من جهة أخرى.
وبينت المصادر ذلك بالقول إن مواقف توم باراك جريئة، وتأخذ ثوب التحدي، وممارسة الضغوط القصوى على لبنان، وهي تسير بالدرجة الأولى ضمن خط مرسوم تتبعه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما يقوم المبعوث السابق هوكستاين بالدور المعاكس ويخرج بطرح نزع سلاح حزب الله عبر مراحل تدريجية، والاثنان في النهاية يعملان ضمن آلية السياسة الأمريكية، ليكون هناك من يهادن والآخر يهاجم.
وأكدت المصادر أن عملية "تقاسم الأدوار" بين باراك وهوكستاين تعمل أيضاً في إطار جس النبض، واستبيان رد الفعل في الداخل اللبناني، وسط دلالات تشير إلى أن "المفاوضات المباشرة" متعثرة، ولن تحدث عبر الضغط العسكري.
وبحسب المصادر، فإن هوكستاين وباراك ليس لهما دور مباشر في لبنان، ولكنهما يعملان على تسهيل المواقف والعقبات التي ستواجه السفير عيسى عند استلام الملف، حيث يقومان بـ"رفع السقف" ووضع حدود قصوى وأخرى أقل تدريجياً، ومن ضمن النماذج على ذلك طرح باراك فكرة عقد لقاء أو اتصال بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتحول إلى مفاوضات بين البلدين، حتى تكون أي مبادرة يطرحها السفير الأمريكي الجديد ميشال عيسى مع استلام منصبه مقبولة مقارنة بما يُطرح من "سقف عالٍ" بلقاء بين نتنياهو وعون.
وتابعت المصادر أن نائبة المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، هي المسؤولة في الولايات المتحدة حتى الآن عن الملف اللبناني، ولكن مع استلام عيسى سيبدأ دورها في التراجع تدريجياً مع تسليم الملف بتعقيداته.
من جانبها، قالت مصادر دبلوماسية لبنانية، إن وجود عمل حقيقي لحلحلة أي من الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل من جانب الولايات المتحدة عبر مفاوضات غير مباشرة، سيعطي "ديناميكية" للعهد الجديد في بيروت، خاصة رئيس الجمهورية جوزيف عون.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز"، أنه من الصعب أن يكون هناك أكثر من 5 ملفات عالقة دون الوصول إلى حل حقيقي في أي منها، في ظل حالة عدم الثقة القائمة والتي تزداد لدى السلطة في بيروت حول دور واشنطن.
وذكرت المصادر أن الملفات العالقة في صدارتها الانسحاب من النقاط الإستراتيجية الخمس المحتلة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، ووقف الاعتداءات المستمرة، وعودة النازحين، ومن ثم العمل على إعمار المناطق المدمرة، خاصة في الجنوب، ولن تكون هناك قدرة لرئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية على الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل دون حل أي ملف منها بشكل نهائي في مفاوضات غير مباشرة.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس عون يريد أن يكون لديه ما يقدمه ليس فقط للقوى السياسية الرافضة للتفاوض المباشر، ولكن للرأي العام أيضاً، حتى تكون هناك إمكانية للحديث حول تفاوض مباشر.
وأضافت أن أفضل مسار، في حال انتهاء ملفات مستجدة بين لبنان وإسرائيل تتعلق بالخروج من النقاط الخمس المحتلة ووقف الاعتداءات، وعودة المهجرين، والبدء في الإعمار، للذهاب إلى ملفات أعقد في الأزمة، ومن بينها ترسيم الحدود، والعودة إلى تفعيل هدنة العام 1949، التي جاءت برعاية مجلس الأمن.
واستكملت المصادر الدبلوماسية اللبنانية أن هناك ملفات عالقة تراتبية، ومرتبطة بشكل أساس بانتشار الجيش في ربوع لبنان كافة، وفرض الهيمنة، مع الوضع في الاعتبار أن يكون هناك عمل عربي ودولي على تقديم الدعم المطلوب للجيش ليقوم بمهامه، ومن ذلك تأمين الحدود ومنع التهريب؛ ما ينعكس على عملية حصر السلاح، ومن ثم الانتقال إلى ملف ترسيم الحدود الذي سيأخذ التعامل معه بشكل مباشر مدى زمنياً طويلاً، في حال وجود عمل ونوايا حقيقية لإزالة أية عراقيل والعمل على حسمه.