اتهمت منظمة إسرائيلية تمثل أمهات عشرات الآلاف من الجنود، الجيش بالتقصير في توفير الغذاء لأبنائهن في الوحدات القتالية لدرجة المجاعة في قطاعات مختلفة، وفق رسالتهن العاجلة لرئيس الأركان طالبة منه التدخل الفوري لإنقاذ أبنائهن من الجوع وقت الحرب، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ونشرت "يديعوت أحرونوت" رسالة منظمة " أم عرا" الإسرائيلية التي توثق نقص الأغذية في الوحدات القتالية الإسرائيلية بمختلف الجبهات، وبالذات في غزة، في ظل استمرار القتال هناك تحت عنوان "نداء عاجل ومُلح لمعالجة النقص الغذائي في وحدات الجيش الإسرائيلي على الفور لإنقاذ أبنائنا الجنود من الجوع".
ونقلت أمهات الجنود لرئيس الأركان أنهن تلقين تقارير مصورة وموثقة، خلال اليومين الماضيين، من أبنائهن عن نقص حقيقي في الغذاء في الوحدات المقاتلة، إلى درجة أن جنودنا يعانون من الجوع، بحسب قولهن.
وبحسب الرسالة، فإن الوقائع لا تتحدث عن حالات عابرة خلال فترة الأعياد، لكنها شكوى عامة في أغلب الوحدات القتالية بكل الجبهات، وتضيف الرسالة، هذه التقارير تضاف إلى معلومات سابقة حول نقص الغذاء، والتي كانت تأتي من وحدات مختلفة لفترة طويلة، وتثير تساؤلات خطيرة حول كفاءة الجيش، وتنفيذه المهام اللوجيستية وقت الحرب.
ورفضت الموقّعات على الرسالة التى أبرزتها "يديعوت أحرونوت"، التذرع بعطلة الأعياد لتأخير أو نقص الطعام عن الجنود وقت القتال، وختمت أمهات الجنود رسالتهن بقولهن: "نحن نطالبكم بالاهتمام الفوري لإنقاذ أبنائنا "باسم عشرات الآلاف من أمهات وآباء المحاربين".
ومن ضمن القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من نقص الغذاء لدرجة غلق المطاعم، قاعدة تسيليم، حيث تعاني من النقص الشديد، وأكد الجنود لأمهاتهم، أنه ليس هناك أي أطعمة على الإطلاق.
وبحسب التقرير، تحجج القادة بالوحدات القتالية بالفعل لجنودهم بعطلة عيد الفصح، حيث منعوا تماماً من إحضار الطعام من الخارج، ولا يسمح لهم إلا بتناول وجبات خفيفة وكوشر فقط لعيد الفصح. ويسمح لهم بشراء ألواح الطاقة في حال الجوع، رغم أن هذه الأزمة مستمرة منذ فترة قبل الأعياد، بشهادة الكثير من الجنود والأمهات.
وهاجمت الأمهات هذه التبريرات، وقلن إنهن في حالة رعب على أبنائهن، وكشفن أن من يشعر من الجنود بتعب وإجهاد بسبب الجوع وقت العمليات والقتال، يسمحون له بالراحة.
ومن جانبه، اعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بحالة النقص في الغذاء في الوحدات القتالية بمختلف الجبهات، وقال إن الجيش يبذل جهده لتوفير حلول غذائية جيدة وعالية الجودة لجنوده في جميع القطاعات وقت القتال.
ووفق رده، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إنه في جبهات سوريا، ولبنان، وغزة، والضفة الغربية، تم توفير آلاف الطرود الخاصة بالعيد والتي تحتوي على جميع الاحتياجات، والأطعمة الساخنة، إلى جانب السندويشات والسلطات والحلويات، ومنتجات الكوشر، ومجموعات الطبخ لعيد الفصح للجنود في كل نقطة، لكن الأمهات والجنود كذّبوا كلامه، مؤكدين على نقص الأغذية في الجبهات المختلفة، والأمر ليس متعلقاً بالعيد فقط.
ودعا المتحدث العسكري الإسرائيلي الجنود وأمهاتهم وآباءهم، للإبلاغ عن أي نقص في الأغذية، بالتواصل مع القيادة أو مع مركز الجودة والخدمة، ونشر إميلاً، ورقم موبيل، ولينك واتس، للتواصل لحل هذه الأزمات، ولم تجد الأمهات في ردوده حلاً للأزمة التى يعانيها أبناؤهن وقت القتال، متساءلات: كيف يقاتل الجائع؟.
واللافت أن هذه الأزمة تتبلور، في وقت تتصاعد فيه حملة الرافضين للحرب، وأعداد كبيرة من قوات الاحتياط ترفض الاستدعاء من كل الأسلحة تقريباً.