قرر الجيش الإسرائيلي استبدال جنود الاحتياط في مناطق القتال بجنود نظاميين، بعد تعاظم أزمة رفض الاستدعاء ووقف الحرب بين جنود الاحتياط من أغلب الأسلحة، وفق صحيفة "هآرتس".
ونقلت الصحيفة عن قادة عسكريين قولهم إن عدم ثقة جنود الاحتياط بالحرب في غزة قد يضر بالخطط، ومن الواضح بالفعل للجيش أن هناك صعوبة في تنفيذ الخطط القتالية في القطاع ولبنان وسوريا والضفة الغربية، خلال الفترة الأخيرة، بسبب أجواء الرفض.
وأكدت أن الجيش اضطر لإرسال المزيد من الوحدات النظامية إلى غزة لتقليل الاعتماد على جنود الاحتياط، ما يزيد الضغط على الجيش، الذي يستهدف بالأساس الضغط على حركة حماس.
وبحسب هآرتس، اعترفت القوات الإسرائيلية بأن قرار رئيس الأركان الجنرال إيال زامير بطرد الموقعين من سلاح الجو عن الخدمة الاحتياطية بعد توقيعهم على رسالة احتجاج، كان له نتيجة عكسية لما كان متوقعًا، رغم الدعم السياسي للقرار العسكري، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتقول مصادر في الجيش، للصحيفة العبرية، إن رد فعل رئيس الأركان، وقائد سلاح الجو تومر بار، تجاه حملة الرافضين العسكريين للحرب، كان غير متناسب، وإنهما لم يتوقعا الأزمة التي تتفاقم كل يوم.
وتفيد المعلومات أن حوالي 20% من الموقعين على رسائل الدعم لجنود الاحتياط من القوات الجوية كانوا يخدمون في قوات الاحتياط منذ بداية الحرب، ويخدم عدد أكبر من هؤلاء في مناصب حيوية.
ووفق هآرتس، فإن أعداد الموقعين على عريضة الاحتجاج تثير قلق الجيش الإسرائيلي، حتى إن زامير قال اليوم الأربعاء: "سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل كدولة، ولن يسمح للخلافات بالتسلل إلى صفوفه".
وأضاف أن "جنود الاحتياط لهم الحق في التعبير عن آرائهم"، رافضًا محاولة جرّ الجيش الإسرائيلي للخلافات السياسية في وقت الحرب.
ومن المتوقع أيضًا أن يستدعي رئيس الأركان جنود الاحتياط من الوحدات الإضافية لإقناعهم بضرورة عدم التجاوب مع حملات الرفض، التي يصفونها بـ"قوى الشر الممولة".
وتعترف مصادر في الجيش، بأن طرد جنود الاحتياط تم تحت ضغط من المستوى السياسي، حتى لو لم يكن مباشرًا، معتقدين أن أزمة الاحتياط أصبحت أكبر بكثير مما يتم تصويره أمام الرأي العام.
ويعتقد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أنه ينبغي عرض العواقب الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن الأزمة على رئيس الوزراء والمجلسين السياسي والأمني في أقرب وقت ممكن.
ووفق التقرير العبري، فإن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يدركون الآن أنه بعد 18 شهرًا من القتال، أصبح جنود الاحتياط بحاجة إلى التعبير عن أنفسهم، فهم يواجهون صعوبة في الفصل بين الحياة المدنية والعسكرية.