تمثل السيطرة على مدينة حمص، التي تسعى الفصائل المسلحة لفرضها خلال المرحلة المقبلة، "نقطة تحول حاسمة" في المعركة، وفقًا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال التقرير إن سيطرة الفصائل على ثالث أكبر مدن سوريا، سيكون بمثابة نصر كبير ضد الجيش السوري.
وأشارت الصحيفة إلى تمكن الفصائل من السيطرة على اثنتين من أكبر المدن السورية، حلب وحماة، في غضون أيام قليلة فقط.
وقالت: "الآن، يصوب المسلحون أنظارهم على مدينة حمص، وهي نقطة إستراتيجية ما بين المناطق التي يسيطرون عليها في الشمال والعاصمة دمشق".
ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، قوله: "إذا سقطت حمص، فسيتم عزل دمشق عن الساحل؛ ما سيقطع فعليًا ما تبقى من حكم النظام إلى قسمين".
وأضاف: "من الناحية النظرية، يتمتع نظام (الرئيس بشار) الأسد بوجود عسكري وأمني قوي في حمص، لكن المناطق الريفية المحيطة بها، خصوصًا تلك الواقعة على طول الطريق السريع، أكثر تقبلًا للمعارضة".
وتابع ليستر بالقول: "هذا يوفر للمعارضة ميزة طبيعية، ومع الزخم الموجود بالفعل، فمن المؤكد تقريبًا أن حمص ستسقط في فترة ليست طويلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن حمص، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليون نسمة، تقع على الطريق السريع M5 في سوريا، في موقع إستراتيجي على بعد 25 ميلًا فقط جنوب حماة، التي استولى عليها المسلحون يوم الخميس.
كما تقع على بعد حوالي 90 ميلًا شمال دمشق، الهدف النهائي لهجوم المسلحين، والتي لا تزال تحت سيطرة الحكومة السورية.
وتعد حمص، المنطقة الساحلية، أيضًا تقاطعًا مركزيًا بين العاصمة والساحل السوري، ومعقلًا لـ"المجتمع العلوي" الذي كان تقليديًا قاعدة السلطة لسلالة عائلة الأسد السياسية، بحسب الصحيفة.
ويضم الساحل أيضًا قاعدة بحرية روسية في طرطوس، وقاعدة جوية روسية في حميميم، أقصى الشمال.
وقبل الهجوم المتجدد الذي شنته هيئة تحرير الشام، ظلت خطوط المعركة في الحرب السورية المستمرة منذ 13 عامًا دون تغيير لسنوات عديدة إلى أن استولت هيئة تحرير الشام الأسبوع الماضي بسرعة على مدينة حلب، ثم تحركت للاستيلاء على حماة.
وخلُصت الصحيفة إلى أن الاستيلاء على حمص سيكون بمثابة نجاح كبير في الهجوم الخاطف الذي تقوده هيئة تحرير الشام؛ ما يساعد على تسريع تقدمها السريع نحو دمشق وحماية مكاسبها في الشمال.