logo
العالم العربي
خاص

الدبلوماسية الكردية تتمدد.. هل بدأت أربيل بالابتعاد عن بغداد؟

الدبلوماسية الكردية تتمدد.. هل بدأت أربيل بالابتعاد عن بغداد؟
مسرور بارزانيالمصدر: رويترز
19 مايو 2025، 1:06 م

رأى خبراء أن زيارة رئيس وزراء كردستان العراق مسرور بارزاني إلى العاصمة الأمريكية تعد تحولًا لافتًا في أدوات الإقليم السياسية.

وأشار الخبراء إلى هذه التحول من مجرد شريك في النظام الاتحادي إلى فاعل مستقل، يسعى لتثبيت حضوره خارج إطار دبلوماسية بغداد.

ووصل بارزاني، إلى واشنطن على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية تلبيةً لدعوة من الإدارة الأمريكية، تتضمن لقاءات مع مسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس، إضافة إلى اجتماعات مع رجال أعمال، وشركات في قطاعات الطاقة والاستثمار.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من ختام القمة العربية في بغداد، والتي أعادت التساؤلات حول أداء الدبلوماسية العراقية وقدرتها على بناء شراكات قوية وفاعلة مع المحيط العربي والإقليم، في وقت تنحو العلاقات الكردية باتجاه تكريس علاقات خارجية خاصة تتجاوز الإطار الاتحادي.

أخبار ذات علاقة

مظاهرة سابقة لأنصار حزب العمال الكردستاني

حلّ "العمال الكردستاني".. ما أثر القرار "الخطير" على العراق؟

هيمنة إقليمية ودولية

بدوره، رأى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة، أن "إقليم كردستان يضطر في أحيان كثيرة إلى اللجوء للخيار الدولي، خاصة في ظل (التعنت المستمر) من قبل الحكومة العراقية في التعامل مع الملفات المتعلقة بالإقليم".

 وأكد زنكنة أن "السياسة العراقية تفتقر إلى الوضوح، ولا تستند إلى محاور محددة يمكن للعراق أن يكون جزءًا منها، في ظل الهيمنة الإقليمية والدولية على القرار السياسي في بغداد، سواء من إيران أو تركيا أو حتى الولايات المتحدة".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "زيارات مسؤولي إقليم كردستان إلى الخارج تجري بناء على دعوات رسمية من الدول المعنية، ولا تتطلب تنسيقًا مسبقًا مع الحكومة الاتحادية، إلا في ما يتعلق بالسلطات الحصرية كإصدار التأشيرات وجوازات السفر، وهي أمور تُدار وفق الأطر الدبلوماسية المعتادة".

ولفت إلى أن "الحكومة العراقية نفسها تلجأ في بعض الأحيان إلى أربيل لتأدية أدوار وساطة أو التواصل مع دول تربطها علاقات مميزة مع الإقليم، رغم توترها مع بغداد".

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

رئيس كردستان العراق: حلّ "العمال الكردستاني" يعزّز الاستقرار الإقليمي

أهمية زيارة واشنطن

واكتسبت زيارة بارزاني إلى واشنطن أهمية استثنائية كونها تأتي في لحظة سياسية معقدة، تتداخل فيها الملفات الداخلية العراقية مع ارتباك أوضاع المنطقة، إلى جانب فتور متزايد في العلاقة بين أربيل وبغداد، خاصة في ما يتعلق بملف الرواتب ومستحقات الإقليم من الموازنة الاتحادية، وملف النفط والغاز.

ويشير توقيت وشكل الزيارة إلى أن إقليم كردستان بات يتحرك وكأنه كيان شبه مستقل دبلوماسيًّا؛ ما يؤشر – وفق مراقبين – على فجوة متزايدة بينه وبين بغداد، سواء في أسلوب إدارة الملفات الداخلية، أو في طريقة التعامل مع الشركاء الدوليين.

وتُظهر تصريحات مسؤولي الإقليم أن أربيل تنظر إلى إجراءات بغداد المالية والإدارية كأدوات ضغط سياسي، وتتهم الحكومة الاتحادية باستخدام ملف الرواتب والموازنة كوسيلة لانتزاع تنازلات تمس جوهر الفيدرالية وحقوق الإقليم الدستورية.

عوامل إقليمية

بدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي عبدالله الركابي أن "السياسة الخارجية التي ينتهجها إقليم كردستان قد تعود بمكاسب غير مباشرة على العراق ككل، إذا ما تم توظيفها ضمن رؤية اتحادية متماسكة".

أخبار ذات علاقة

من منشأة نفطية عراقية

الملايين تضيع يومياً.. نفط كردستان "رهين" التعاقدات وتجاذبات السياسة

  بيئة إقليمية معقدة

 وبين الركابي  أن "علاقات الإقليم الواسعة مع القوى الدولية، وخصوصًا الولايات المتحدة، تمثل رصيدًا يمكن لبغداد الاستفادة منه، لا التوجس منه".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الإقليم يتحرك في بيئة إقليمية شديدة التعقيد، لكن بغداد، في المقابل، تبدو وكأنها انخرطت دون وعي في سياسة المحاور، وهو ما قلص من مساحة حركتها المستقلة، وأفقدها التوازن في ملفات عديدة، أبرزها العلاقة مع واشنطن".

وأردف أن "الأوضاع الحالية في المنطقة، بما فيها الهشاشة التي يعانيها النظام السوري الجديد، إلى جانب إعلان حزب العمال الكردستاني تفكيك وجوده وإنهاء عمله المسلح، كلّها عوامل منحت إقليم كردستان دفعة قوية، وجعلته يتصدر المشهد بوصفه طرفًا مستقرًّا يسعى لتوسيع أدواره".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC