يرى خبراء ومختصون أن فرص توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة تضاءلت على إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وحركة حماس للإفراج عن الرهينة عيدان ألكساندر، وفي ظل الضغوط الأمريكي لإجبار إسرائيل على العودة لطاولة المفاوضات.
وعلى إثر الإفراج عن ألكساندر، أرسلت إسرائيل وفدها للمفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، لاستئناف المحادثات المتعلقة بتبادل الرهائن والأسرى ووقف إطلاق النار؛ ما يمثل إشارة لإمكانية التوصل لاتفاق جديد بين طرفي القتال.
وقبل زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، بدأت إسرائيل استعداداتها العسكرية من أجل توسيع عملياتها في غزة بعملية جديدة أطلقت عليها اسم "عربات جدعون"، والتي أكدت أن الهدف منها القضاء على حماس واستعادة الرهائن.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، إن "ضغوطا أمريكية غير مسبوقة تمارس على إسرائيل من أجل التوصل لاتفاق جزئي مع حركة حماس"، لافتا إلى أن الاتفاق يأتي في إطار مقترح أمريكي معدل يراعي بعض مطالب حماس.
وأوضح أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة تضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتمرير مقترح معدل عن المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف"، مبينا أنه يقوم على أساس تقليص عدد الرهائن المقرر الإفراج عنهم وتمديد فترة وقف إطلاق النار.
وأضاف "هذه الضغوط ستكون سببا في تأجيل العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة ضد غزة، كما أن نتنياهو قد يكون مضطرا لإلغائها في حال تم التوصل لاتفاق مرض للولايات المتحدة بالدرجة الأولى، ويؤدي للإفراج عن مزيد من الرهائن".
وتابع "هناك رغبة أمريكية بوضع حد للحرب في غزة بما يضمن البدء في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية التي سيوقع عليها ترامب خلال زيارته للمنطقة"، مشددا على أن استمرار الحرب يمثل عقبة أمام الخطط الأمريكية للشرق الأوسط، حسب تقديره.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، أن "إسرائيل تدرك منذ البداية أنها لن تحقق أي أهداف عسكرية جديدة من عملية عربات جدعون، وأنها ستكون سببا في استنزاف الجيش من أجل تحقيق الأهداف السياسية لنتنياهو وائتلافه الحكومي".
وقال عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك إلى جانب عوامل عديدة أبرزها الضغط الأمريكي، والاتفاقيات التي تعمل الولايات المتحدة على تمريرها بالشرق الأوسط، سبب في تضاؤل فرص توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية بغزة".
وأشار إلى أن "الخلافات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل تمثل أحد العوامل التي ستجبر نتنياهو على تأجيل العملية العسكرية الجديدة"، مبينا أن رئيس الوزراء يبحث عن مخرج يضمن بقاء ائتلافه الحكومي في حال التوصل لاتفاق جديد.
وزاد "بتقديري ستمارس الولايات المتحدة ضغوطا على مختلف الأصعدة خاصة العسكرية من أجل ضمان التوصل لاتفاق جديد بين حماس وإسرائيل يمهد لوقف الحرب، ويحول دون استئناف القتال في غزة"، وفق تقديره.
وختم "إسرائيل ستكون منفردة في الرد على أي هجمات من قبل ميليشيا الحوثيين، كما أنها ستكون بعيدة عن تفاصيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، في حال أصرت على مواصلة القتال في غزة"، مبينا أن حكومة نتنياهو لا ترغب بذلك.