سارة عيسى
تشهد سوريا عملية إعادة ترتيب شاملة تقودها قوى دولية؛ إذ يرى خبراء أن النفوذ الأكبر صار في يد الولايات المتحدة، بينما أصبحت تركيا اللاعب الرئيس في دعم المجموعات المسلحة المعارضة.
وأوضح الخبرء لـ"إرم نيوز"، أن تلك الترتيبات تهدف إلى توحيد السلطة وبسط الأمن على كامل الأراضي السورية، مع التركيز على التخلص من جيوب تنظيم "داعش"، خاصة في المناطق الشرقية.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو تعديل استراتيجيتها في سوريا، مع احتمال زيادة مدة وجودها العسكري في ظل التحديات المستجدة.
وبينوا أن هناك توافقاً سياسياً وعسكرياً ناشئاً، يهدف لضمان استقرار المنطقة ومنع تكرار السيناريوهات المأساوية في مدن مثل الرقة والموصل.
كما أكد الخبراء أن هذه التطورات تمثل مرحلة جديدة من التوازنات الدولية، مع التركيز على احتواء التنظيمات الإرهابية وضمان أمن سوريا ودول الجوار.
إعادة ترتيب نفوذ دولي
ويقول القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق الأحمد، إن "الساحة السورية تمر بإعادة ترتيب شامل، وهذه المرة بقيادة أمريكية".
وأوضح أن "مناطق النفوذ كانت موزعة سابقاً بين الولايات المتحدة في الشمال الشرقي، وروسيا وإيران في مناطق أخرى، تحت سيطرة النظام السابق".
وأضاف الأحمد أن "إدلب كانت منطقة نفوذ تركي مدعوم أمريكياً، لكن الآن تغيرت الصورة لتصبح الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الأكبر على كامل الأرض السورية، بينما يتركز النفوذ المباشر بيد تركيا"، وفق تعبيره.
وأشار الأحمد في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "تركيا تدعم وتوجه مجموعات المعارضة المسلحة التي باتت تسيطر على كامل الجغرافيا السورية تحت اسم "إدارة العمليات العسكرية" بقيادة أحمد الشرع، وأكد أن الترتيبات العسكرية والسياسية تهدف إلى بسط الأمن والسلطة، مع التركيز على التخلص من جيوب تنظيم داعش، خاصة في المناطق الشرقية".
وأوضح أن الحديث عن وجود القوات الأمريكية في المنطقة بات تفصيلاً في ظل النفوذ الأمريكي الواضح على المنطقة الشرقية؛ ما يجعل مستقبل هذا الوجود متوقفاً على التفاهمات مع السلطات الجديدة.
وأضاف أن التفاهم بين الولايات المتحدة و"قسد"، ومع أحمد الشرع، يعزز فرص التوافق السياسي والعسكري، وهو ما يجب أن ينعكس على موقف تركيا أيضاً.
وفي السياق ذاته، أشار المحلل السياسي طارق عجيب إلى أن "إسقاط النظام في سوريا دفع الولايات المتحدة إلى تعديل استراتيجيتها الإقليمية".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن الزلزال الذي ضرب سوريا أسهم في تغيير مواقف واشنطن؛ ما أدى إلى زيادة عدد الجنود من 900 إلى نحو 2000، وفق قولهم لمحاربة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية.
وبيّن عجيب أن القضاء الكامل على "داعش" أمر صعب، لكنه ضروري لضمان عدم تمدد التنظيم أو تشكيله أي تهديد داخلي أو إقليمي.
وأضاف أن تكرار سيناريوهات مثل الرقة أو الموصل يبدو مستبعداً؛ لأن المتغيرات الحالية تختلف جذرياً عن تلك الفترة.
وتابع أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع التحالف الدولي ودول الجوار مثل العراق وتركيا، تسعى لضبط الأوضاع الأمنية والقضاء على الذراع العسكرية لداعش، مشدداً على أهمية التفاهمات السياسية لضمان استقرار المنطقة ومنع أي تهديد مستقبلي.