ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أحدث السقوط المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد تحولاً دراماتيكياً في الحرب الأهلية السورية التي استمرت حوالي 14 عامًا، حيث برزت مخاوف عميقة حول مستقبل سوريا.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الأنظار تتجه الآن إلى "هيئة تحرير الشام" وزعيمها "أبو محمد الجولاني"، مع تساؤلات حول استعداده وقدرته على الوفاء بالوعود بتجنب التطرف والإشراف على مستقبل أكثر استقراراً وشمولية لسوريا، وفق تعبيرها.
وأشارت الصحيفة، إلى تزايد المخاوف من اندلاع قتال جديد على خطوط السيطرة بين التحالف المتمرد وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وهي فصيل يقوده الأكراد ويتمتع بسيطرة فعالة على شمال وشرق سوريا، بما يعادل ثلث البلاد. من جهة أخرى، يبرز الجيش الوطني السوري الذي تدعمه تركيا، والذي يعتبر قوات سوريا الديمقراطية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الانفصالي.
وبحسب الصحيفة، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التزامه بالقضاء على حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق، خاصة مع توتر الوضع حول مدينة كوباني، التي كانت ذات يوم رمزًا لهزيمة تنظيم داعش من خلال الشراكة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية.
جماعة فردية
وقال مستشار رئاسة الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (المجلس الديمقراطي السوري) رياض درار، للصحيفة، إن معقل قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية التركية "سيصبح قريباً نقطة تحول" في معركة حاسمة أخرى.
وأضاف: "أعتقد أنه سيكون هناك قتال عنيف، ونحن لا نعرف نهايته. نأمل أن تستمر الولايات المتحدة في الوقوف في وجه الهجمات ومنعها لأن هذا لا يخدم الاستقرار في المنطقة ويفتح أبواباً قد لا تُغلق للحل السياسي في سوريا" وفق تعبيره.
كما أعرب درار، عن مخاوفه من توجه حكم هيئة تحرير الشام، مشيراً إلى أن الجماعة، على الرغم من شعاراتها المعلنة، أظهرت حتى الآن أنها تسعى إلى احتكار السلطة وتهمل مشاركة السوريين الآخرين، وهو ما يثير قلقاً واسعاً.
ثمار سقوط الأسد
وأوضحت الصحيفة، أن أبو محمد الجولاني، الآن يسعى إلى توسيع نفوذه بين الفصائل السورية الأخرى التي تسعى للحصول على مكاسب من سقوط الأسد. وعلى الجانب الآخر، استغلت إسرائيل الفوضى في سوريا لشن حملة غير مسبوقة من الضربات الجوية والبرية ضد المواقع العسكرية السابقة في البلاد، إلى جانب السيطرة على المزيد من الأراضي في مرتفعات الجولان المتنازع عليها.
وبينما اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك اتفاق الهدنة الذي دام 50 عاماً مع سوريا، أكد مسؤول في الأمم المتحدة، لنيوزويك، أن قوات حفظ سلام دولية أُرسلت إلى مرتفعات الجولان، لكنها تواجه قيوداً كبيرة في حركتها وسط التوترات الحالية.
وفي السياق ذاته، أقر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بالمخاوف الإسرائيلية والتركية بشأن العمليات في سوريا، ودعا إلى ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 في مرتفعات الجولان.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية بشأن الوضع المتوتر في كوباني وأماكن أخرى في شمال سوريا، مشدداً على أهمية الحفاظ على الاستقرار.
قوائم الإرهاب
وعلى الأرض، تعتمد الولايات المتحدة بشكل رئيسي على قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش منذ عام 2015. ومع ذلك، تعتبر واشنطن هيئة تحرير الشام وحزب العمال الكردستاني منظمات إرهابية.
وقد اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإجراء عدة اتصالات مع هيئة تحرير الشام منذ تولت السيطرة في دمشق، لكنها لم تفصح عن أي مراجعة لتصنيفها كجماعة إرهابية.