أصدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقريرا بشأن مشروع "E1" أخطر المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، الذي يهدف إلى عزل القدس عن محيطها، وقطع التواصل الجغرافي والسكاني بين المدينة والتجمعات السكنية، لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية على المخطط الهيكلي للمشروع، الذي يحمل رقم 4/420 عام 1999 على أراض مساحتها 12 ألف دونم.
ولفتت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن "معظم هذه الأراضي الفلسطينية أعلنتها سلطات الاحتلال أراضي دولة عبر مصادرتها، والتي أصبحت فيما بعد تابعة لمستوطنة معاليه أدوميم".
في العام 2012 تم إقرار المخطط الذي يتضمن إقامة منطقة صناعية شمال غرب المنطقة، وإقامة مركز شرطة، ومكب نفايات ومخططات لبناء وحدات استيطانية وغرف فندقية وحديقة توراتية وحديقة عامة.
كما يتضمن إنشاء طريق "نسيج الحياة" الذي أُنجز جزء منه قرب جدار الضم والتوسع شرق بلدة عناتا وصولا إلى قرية الزعيم، والجزء الآخر مقترح إنشاؤه ابتداء من الزعيم وصولا إلى بلدة العيزرية.
ويهدف الطريق إلى خدمة تنفيذ وتطوير مخطط البناء الاستيطاني في مشروع "E1"، إضافة لكونه مقترحا مستقبليا لتحويل طريق القدس العيزرية، ومنع الفلسطينيين من عبورها واستخدامها.
وخلال السنوات الماضية، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارات عدة بشأن البناء الاستيطاني في الموقع، أحدثها في 2020، حين أعلنت بناء 3500 شقة استيطانية، لكنها جمدت بناءها تحت ضغوط دولية.
يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1980.
ويهدف المخطط إلى عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وتحويلها إلى جيوب تخضع للسلطة الإسرائيلية، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ويرمي كذلك إلى توسيع حدود القدس الشرقية بضم تكتل معاليه أدوميم الاستيطاني إليها، وطرد وتشريد الفلسطيني من التجمعات البدوية.
إضافة إلى زيادة عدد اليهود في القدس على حساب المواطنين الفلسطينيين الأصليين، خاصة بعد تهجير تجمعات فلسطينية مثل كفر عقب وعناتا شعفاط، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ووصف وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، المخطط الإسرائيلي "E1" الذي أعلن موافقته عليه، وينذر بتقسيم وضم الضفة الغربية المحتلة بأنه "يدفن فكرة إقامة دولة فلسطينية".
وقال الوزير الذي يتزعم حزب "الصهيونية الدينية" إنه وافق على بناء 3401 وحدة استيطانية جديدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، و3515 وحدة في المنطقة المجاورة.
وأضاف: "سنبدأ مخطط توسيع معاليه أدوميم وسنضاعف حجمها"، مبينا أن "الخطة تربط معاليه أدوميم بمدينة القدس، وتقطع التواصل العربي بين (محافظتي) رام الله وبيت لحم".
وأردف: "نصادر آلاف الدونمات ونستثمر المليارات لإدخال مليون مستوطن للضفة الغربية"، وفق قوله.
وأكد سموتريتش أن الخطوات في الضفة الغربية تحظى بدعم كامل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حد تعبيره.
ودعا نتنياهو إلى الإعلان رسميا عن تطبيق السيادة الإسرائيلية "الضم" في يهودا والسامرة.
واستطرد: "واثق من أننا قريبون من إعلان تاريخي بشأن إحلال السيادة على الضفة الغربية"، على حد قوله.
ومن شأن ضم الضفة الغربية المحتلة أن ينهي إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة التي أقرتها قرارات الأمم المتحدة.