اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
أكد خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، ستتحول إلى "فخ" على أرض الواقع حال إتمامها، خاصة وسط وجود خلافات عسكرية داخل الجيش.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نزول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، سيواجه "حرب شوارع" ليس فقط من جانب عناصر حماس ولكن ستتكون حينئذ حركات ومجموعات غير منظمة، يحركها الثأر لما شهده القطاع من انتهاكات غير مسبوقة ارتكبها إسرائيليون على مدار عامين.
وبينوا أن حماس ستستغل هذه الفرصة للقيام بعمليات أسر لضباط وجنود إسرائيلين والاحتفاظ بهم كـ"غنائم"، وهكذا فإن أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في استعادة رهائن أسروا منذ نحو عامين، ستتضاعف لتتمحور حول مزيد من الرهائن لدى حماس وهو ما يزيد الضغط ويفجر الحكومة الإسرائيلية من داخلها.
وكانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية هاجمت خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو لا يرضي أحداً بهذه الخطة إلا نفسه.
وذكرت الشبكة أن تصويت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على التوسع العسكري والاستيلاء على مدينة غزة، على الخطة التي اقترحها ودفع بها نتنياهو نفسه، يكشف المزيد عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر من كونه استراتيجية عسكرية شاملة.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، أن ما قام به نتنياهو طوال العامين الماضيين منذ بداية 7 أكتوبر، من عدوان وحرب ومجازر وتجويع، كان عن بعد حيث لم تخطُ بشكل عام أقدام وآليات ومشاة جيش الاحتلال الإسرائيلي وعناصر أجهزته على أرض قطاع غزة ، وكل ما جرى كان قصف بالطائرات و الصواريخ وغارات على المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وبالطبع الأنفاق التي يختبئ فيها عناصر وأفراد حماس
وأضاف رمالي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن خطة قوات الاحتلال تحمل شكلا آخر مغايرا عن ما جرى العامين الماضيين؛ لأن الذهاب إلى احتلال غزة يتطلب دخولا إلى العمق في أراضي القطاع حتى لو كان ذلك يتم تدعيمه بأحدث أجهزة المراقبة الجوية والطائرات والآليات الجوية المتطورة المتاحة من دون سقف من الولايات المتحدة، ولكن الأمر في النهاية سيكون "حرب شوارع".
وأوضح رمالي أن حماس ستستغل هذه الفرصة وهذا ما تريده أن يكون أمامها ضباط وجنود على الأرض ليس لقتلهم ولكن بمثابة "غنائم" للقيام بأسرهم وبدلا من أن تكون الأزمة في محتجزين لدى حماس عددهم 100 أسير وأكثر قليلا، سيتحول الأمر إلى الآلاف ربما، وبالطبع سيكون ذلك وقتئذ نصراً ليس بالمعنى السياسي فقط ولكن العسكري أيضاً باحتجاز جنود وضباط وقادة وهو ما يزيد الضغط ويفجر الحكومة الإسرائيلية من داخلها.
وبين رمالي أن نتنياهو في حال التوجه لاحتلال غزة ، من المؤكد أنه يرتكب عدة جرائم جديدة وإبادة أكبر مما قام بها في حق الفلسطينيين هناك الذين ماتوا إكلينيكيا ولكن ستكون هناك حرب شوارع، ليس فقط من جانب عناصر حماس ولكن ستتكون حينئذ حركات ومجموعات غير منظمة وليست ذات أيدلوجية بالضرورة أو صاحبة توجه سياسي ولكن يحركهم الثأر على ما فعله الإسرائيليون في أهالي القطاع على مدار عامين من جرائم لم ترها البشرية من قبل.
وتابع رمالي أنه سيخرج وقتئذ شباب وسنجد مراهقين أمام هذا الاجتياح الذي سيكون على أرضهم التي يدركون جيدا كل شبر فيها وليس لديهم أي مشكلة في التضحية بحياتهم بعد أن فقدوا أعز ما لديهم على يد اسرائيل سواء أشقاء أو آباء أو أمهات، وينظمون عمليات لقتل الاسرائيليين العسكريين على الأرض في حرب شوارع ستفرض عليهم.
وبدوره، يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية،سامح عبد الرحمن، إن هناك ألغاما محيطه بخطة احتلال غزة على المستوى العسكري في ظل الصدام بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان، وتم منع الأخير من دخول مكتبه.
وأفاد عبد الرحمن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن القصة لا تتعلق فقط برفض خطة غزة من جانب رئيس الأركان، ولكن تتحكم مواجهات في عدة ملفات سياسية وعسكرية آخرها ما يتعلق بقيام رئيس الأركان بتعيينات ضباط كبار في لواءات كانت عملت في قطاع غزة في حين أن وزير الدفاع يرى أن التعيينات الكبيرة يجب أن تمر بتصديقات من جانبه هو وأنه سيرفضها.
وذكر عبد الرحمن أن الذهاب إلى خطة احتلال وسط وجود خلافات عسكرية داخل الجيش بهذا الشكل تعطي مؤشرات ليست لصالح أي عملية عسكرية بهذا المستوى على الأرض، في ظل جيش منهك ومترهل؛ وهو ما يأتي بتحول عملية احتلال غزة إلى فخ حتى لو كان أهل القطاع لا يمتلكون حتى قارورة مياه أو قطع خبز.
واستكمل عبد الرحمن أن خطة الاستيلاء على غزة يطمح فيها نتنياهو وأعضاء في حكومته منذ الحرب على القطاع، ولكن هناك أيضا تحديات دولية في حال تحركه نحو ذلك في ظل ما يجري من اعترافات متزايدة من البلدان بدولة فلسطينية، وما هو منتظر في شهر سبتمبر المقبل من اعتراف دول أوروبية كبرى بها.