في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي خططا لتوسيع عملياته العسكرية في غزة، إثر تعثر المحادثات مع حماس، يشكك خبراء في فعالية هذه التهديدات، معتبرين أن ما يحدث هو مجرد حرب نفسية، بحثا عن تنازلات من الحركة في المفاوضات.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء عشرات آلاف من جنود الاحتياط في إطار خططه لتوسيع عملياته العسكرية في غزة"، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار التهديدات التي أطلقها قادة الجيش بشأن القطاع.
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، اجتماعًا للتصديق على خطط توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، في حين وافق رئيس الأركان ووزير الدفاع على خطط متعلقة بذلك، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "هناك نقصا حادا في الجنود لدى الجيش الإسرائيلي، خاصة مع الوضع الصعب في العمليات بقطاع غزة، إضافة إلى وجود صعوبة في تجنيد المتشددين دينيًا المعروفين باسم الحريديم".
وقال جعارة، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تقوم بسياسة جديدة ضد المناطق العملياتية في غزة لجعل العمليات المسلحة من جانب الجناح المسلح لحماس صفرا"، لافتًا إلى أن التهديدات لا علاقة لها بالواقع، خاصة أن عمليات التوسيع تشكك في دقة المعلومات التي تصدر عن المؤسسات الإسرائيلية منذ بداية الحرب.
وأضاف أن "التهديد بتوسيع الحرب هو من الإرهاب النفسي والاجتماعي لسكان غزة، وجاء ردًا على الحرب الإعلامية لحماس تجاه إسرائيل بملف الرهائن"، مبينًا أن هجمات إسرائيل واسعة وضرباتها عنيفة ولا تحتاج لقرارات جديدة.
وشدد على أن "ما تقوم به إسرائيل مجرد حرب إعلامية، وأن السيناريو المتوقع هو السعي من أجل التوصل لاتفاق مؤقت مع حماس لا يشمل وقف الحرب بل تمديد التهدئة، بما يمكن نتنياهو من مواجهة ائتلافه الحكومي والرأي العام الإسرائيلي".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، صلاح حميدة، أن "التهديدات الإسرائيلية تأتي في إطار زيادة الضغوط على حركة حماس من أجل تقديم تنازلات خلال المفاوضات غير المباشرة التي تتم عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين".
وقال حميدة، لـ"إرم نيوز": "هذه التهديدات تتزامن مع تهديدات أخرى بالقيام بعمليات برية في سوريا، وجميعها فوق طاقة القوات البرية للجيش الإسرائيلي، في ظل وجود أزمة كبيرة للقوات، والانخفاض الكبير بالمعنويات وعدم الإيمان بمسببات أو ضرورة هذه العملية".
لكنه لم يستبعد أن تكون هناك عملية برية، وقال "يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تعيش في ظل أزمة تدفع باتجاه خيارات عدمية في كل الملفات، ومن الممكن أن يكون هناك تحرك عسكري"، مشددًا على أن هناك عبثية إسرائيلية في التفكير، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن "اليمين الإسرائيلي يعيش حالة من النهم للعبث بأمن المنطقة دون أي محددات، وهو الأمر الذي قد يدفع لاتخاذ قرار بإطلاق عملية عسكرية جديدة في غزة، خاصة مع الدعم المطلق من قبل الإدارة الأمريكية".
