logo
العالم العربي

إنذار بتفكيك "قسد".. هل تنسحب القوات الأمريكية من سوريا؟

إنذار بتفكيك "قسد".. هل تنسحب القوات الأمريكية من سوريا؟
قوات أمريكية وعناصر من "قسد" في الحسكة السوريةالمصدر: رويترز
05 فبراير 2025، 3:24 م

جاء الإعلان أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بدأت وضع خطط للانسحاب الكامل من سوريا، ليضع مسار المحادثات حول "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أمام منعطف حاسم، وهو أحد أهم الملفات التي تسعى الإدارة الجديدة لحلها تثبيتاً لسلطتها.

وهو إعلان سارعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى إصدار توضيح بشأنه قالت فيه إنها "لم تتلق أي خطط بشأن ذلك الانسحاب".

ويطرح الإعلان أسئلة حول مدى جدية الإدارة الأمريكية في تنفيذ ذلك الانسحاب، وتداعياته المحتملة على المنطقة التي تقع حالياً تحت سيطرة (قسد) التي تدعمها القوات الأمريكية، وتشمل معظم المناطق شرقي نهر الفرات، وصولاً إلى الحدود مع تركيا.

شبكة (NBC) الأمريكية نقلت عن مسؤولين أن الرئيس دونالد ترامب والمسؤولين المقربين منه أعربوا أخيرا عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ما دفع "البنتاغون" إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل خلال مدة تتراوح بين شهر و3 أشهر.

يأتي الإعلان تزامناً مع زيارة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع إلى تركيا، إذ بحث عدداً من الملفات، أبرزها الوجود الكردي شمال سوريا، المتمثل بـ"قسد"، وهو ما تُعده تركيا منذ سنوات خطراً يهدد حدودها الجنوبية، بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة لضم القوات الكردية إلى الجيش المزمع تأسيسه، بعد حل جيش البلاد.

وكانت تلك المناطق تعرضت وما زالت لهجمات تشنها فصائل منضوية ضمن ما يُعرف بـ "الجيش الوطني" الذي تدعمه أنقرة، بل إن عملية (ردع العدوان)، التي أطلقتها فصائل عدة انضوت تحت "إدارة العمليات العسكرية" باتجاه دمشق، تزامنت مع عملية أخرى (فجر الحرية) أطلقتها فصائل "الجيش الحر" باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، إلا أن الهجوم توقف بعد اشتباكات لم تسفر عن نتائج كالتي أسفرت عنها "ردع العدوان".

وتُعدّ خطوة الانسحاب الأمريكي من سوريا، (إن حدثت فعلاً) مؤشراً واضحاً على اتفاق مع تركيا يقضي بأن تتسلم الإدارة الجديدة إدارة جميع المناطق في سوريا، إذ كان الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا وما زال يشكل تحدياً لسلطة دمشق المركزية.

وسيشكل أيضاً "انهياراً" لقوات سوريا الديمقراطية التي استطاعت منذ تأسيس "الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا" (عام 2014) أن تؤسس لتجربة مغايرة داخل البلاد.

أخبار ذات علاقة

عناصر من قسد

خبراء: الدعم الأمريكي لـ"قسد" مستمر بقرار من البنتاغون

فهل يمكن أن تنسحب القوات الأمريكية؟

حتى الآن لا يوجد أي تهديد داخلي، أو خارجي، للقواعد الأمريكية في سوريا (التي تتمركز في أهم مواقع النفط في البلاد، إضافة إلى سيطرتها على أكثر المناطق إنتاجية فيها).

اللافت في التصريحات الأمريكية بهذا الشأن أنها تحمل بعض التناقض، إذ إن ترامب كان قد نفى أخيراً صحة تقارير عن انسحاب أمريكي من سوريا.

كذلك، كان لافتاً تصريح للبنتاغون في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، أعلن فيه عدد القوات الأمريكية في سوريا، وكشف أن هناك نحو 2000 جندي أمريكي في سوريا، بينما كان المعلن سابقاً 900 جندي.

ويأتي الحديث عن الانسحاب بعد "مفاوضات غير مثمرة" جرت بين الإدارة الجديدة و"قسد"، عرضت فيها إدارة دمشق على "قسد" الانضمام إلى الجيش الذي سيتم تأسيسه، وكان موقف قسد أنها مستعدة لذلك لكن على أن تندمج مع الجيش بوصفها كياناً داخله، وليس اندماجاً على مستوى أفراد القوات؛ لأن ذلك يعني حل "قسد" في الواقع.

أخبار ذات علاقة

مقاتلان من قوات قسد

تسليم سلاح "قسد".. كيف يبدو مستقبل شمال شرق سوريا؟

وأعقب تلك المفاوضات زيارة الشرع إلى تركيا، إذ أعلن من هناك أن "قسد" مستعدة لفرض وضع يكون فيه السلاح بيد الدولة وحدها، لكنه أشار إلى "خلافات لا تزال قائمة إزاء بعض الأمور".

وتعدّ القواعد الأمريكية في سوريا مهمة، ليس فقط لأنها تضمن لواشنطن السيطرة على أهم حقول النفط في البلاد، بل أيضاً لأنها تشكل حلقة مع الوجود الأمريكي في العراق، وهو ما كانت واشنطن تطلق بشأنه تصريحات متضاربة، ما بين وعود بانسحاب، ثم تأجيل له.

يضاف إلى ذلك أن الوجود الأمريكي في سوريا يشكل عائقاً أمام خطوط الإمداد الإيرانية باتجاه سوريا ولبنان.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC