مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
أعادت حادثة الفلسطينيين الذين حطت طائرتهم في مطار جوهانسبرغ يوم الخميس الماضي، وأمضوا أكثر من 12 ساعة في المطار قبل أن تسمح السلطات لهم بالدخول، الجدل حول الشبكات التي تنشط في عمليات تفويج الغزيين مقابل أموال طائلة يدفعونها ليجدوا أنفسهم في دولة لم يخططوا للذهاب إليها.
وبحسب تحقيق لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد غادرت مجموعة مكونة 153 شخصا قطاع غزة متوجهين إلى مطار رامون بالقرب من إيلات جنوب إسرائيل، ومن هناك تم نقلهم في رحلة طيران مستأجرة تابعة لشركة "فلاي يو" إلى نيروبي بكينيا، حيث كانوا يجهلون الدولة يسافرون إليها.
وتؤكد الصحيفة أن شبكة السماسرة التي تتقاضى ما بين 1500 و2700 دولار عن كل شخص، تخفي عن المسافرين الدولة التي يسافرون إليها، وهو ما حدث مع الدفعة الأخيرة التي نقل أفرادها إلى كينيا، ومن تم تحويلهم إلى رحلة تابعة لشركة "ليفت" الجنوب أفريقية، مؤكدة أن السلطات أجلت نزولهم لأكثر من 12 ساعة لعدم حيازتهم وثائق السفر اللازمة بما فيها عدم امتلاكهم تذاكر عودة، فضلا عن عدم ختم جوازاتهم عند مغادرة إسرائيل، قبل أن تقرر السلطات السماح للغزيين بدخول البلاد.
الحادثة استدعت تعليقا من السفارة الفلسطينية في جنوب أفريقيا، قائلة إن مغادرة المجموعة كانت من تدبير "منظمة غير مسجلة ومضللة استغلت الظروف الإنسانية المأساوية لأهلنا في غزة، وخدعت العائلات، وجمعت الأموال منهم، وسهلت سفرهم بطريقة غير نظامية وغير مسؤولة، وحاولت هذه الجهة لاحقًا التنصل من أي مسؤولية عند ظهور أي تعقيدات".
ولاحقا حذرت الخارجية الفلسطينية سكان غزة من "الوقوع فريسة لشبكات الاتجار بالبشر، وتجار الدم، ووكلاء التهجير" وفق تعبيرها.
وبحسب الصحيفة، فقد غادرت المجموعة الأولى المكونة من 57 غزّيًا، القطاع في 27 مايو/أيار. وفي الليلة التي سبقت ذلك، تلقوا رسالة عبر واتساب تُحدد موقعهم الدقيق في غزة. ثم استقلوا حافلات متجهة إلى معبر كرم أبو سالم. وبعد التفتيش الأمني الإسرائيلي، توجهت القافلة إلى مطار رامون، ومن هناك غادروا على متن طائرة رومانية مستأجرة تابعة لشركة "فلاي ليلي"، توجهت بداية إلى بودابست، ومنها واصلت رحلتها إلى إندونيسيا وماليزيا.
أما المجموعة الثانية، وعددها 150 فلسطينيًا، فقد غادرت في 27 أكتوبر/تشرين الأول. وتم نقلهم عبر طائرة مستأجرة تابعة لشركة "فلاي يو" الرومانية متجهة إلى نيروبي، ثم انتقلوا إلى طائرة مستأجرة تابعة لشركة "ليفت" الجنوب أفريقية متجهة إلى جوهانسبرغ. وخلافًا للرحلة الأخيرة، سُمح لهؤلاء الغزيين بدخول جنوب أفريقيا دون أي مشاكل، وقد نشر بعضهم منذ ذلك الحين منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حول حياتهم الجديدة، وهو ما قد يكون ساهم في إقناع آخرين بتجربة هذه المغامرة وفق الصحيفة.
وفي الأشهر الأخيرة، غادرت عدة رحلات جوية مستأجرة تحمل مجموعات من عشرات الفلسطينيين من غزة من مطار رامون بالقرب من إيلات جنوب إسرائيل إلى وجهات حول العالم.
وكشف تحقيق أجرته "هآرتس" أن تنظيم هذه الرحلات تقف وراءه منظمة تسمى "المجد"، يديرها شخص يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية يدعى "تومر جانار ليند".
ولفتت الصحيفة، إلى أن مكتب الهجرة الطوعية التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية أحال هذه الشركة إلى الجيش الإسرائيلي للمساعدة في تنسيق عمليات المغادرة للغزيين.
يشار إلى أنه في مارس/آذار من العام الماضي، قرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إنشاء هذا المكتب لتسهيل الإجراءات الأمنية بشكل كبير على الفلسطينيين المغادرين من غزة.