أفادت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي أقام أكثر من 20 موقعًا عسكريًا على طول "الخط الأصفر" في قطاع غزة، بعضها مجهّز ببنية تحتية دائمة تشمل جدرانًا خرسانية، وأبراج مراقبة حرارية، وطرقًا معبّدة، ما يعزز المخاوف من تحول الخط المؤقت إلى حدود دائمة بين إسرائيل وما تبقى من أراضٍ في القطاع خارج سيطرة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب المصادر، تغطي هذه المواقع، التي بُنيت بعد وقف إطلاق النار، نحو 210 كم² (58% من مساحة غزة)، ومن المتوقع زيادة مساحتها في الأيام القادمة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
وقالت المصادر ذاتها في حديث لـ"إرم نيوز"، إن الخط الأصفر الذي رسمته إسرائيل كحدود مؤقتة بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، يُمثّل الخط الفاصل بين المناطق الشرقية (تحت السيطرة الإسرائيلية) والغربية (تحت سيطرة حماس).
وأكدت المصادر أن إقامة إسرائيل أكثر من 20 موقعًا عسكريًا جديدًا على طول "الخط الأصفر" ليس مجرد إجراء روتيني، بل إشارة واضحة إلى تحول الاستراتيجية الإسرائيلية نحو "الاحتلال الدائم المقنّع" لمساحة كبيرة من قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن بعض هذه المواقع مجهّز ببنية تحتية متقدمة مثل جدران خرسانية، ونقاط مراقبة، وأبراج استطلاع، مما يُشكّل انتهاكًا صريحًا لخطة ترامب.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أكّد في وقت سابق أن "أي انتهاك للخط الأصفر أو أي اقتراب منه سيُواجَه بالنار"، مشيرًا إلى أن الكتل الصفراء تُمثّل الحدود الفعلية لإسرائيل مع القطاع.
ومنذ وقف إطلاق النار، قُتل نحو 100 فلسطيني في هجمات إسرائيلية قرب الخط الأصفر أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم، ولا زالت المواقع التي أقامها الجيش الإسرائيلي تمنع عودة عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
وبحسب تقارير ميدانية، فقد قام الجيش الإسرائيلي بتوسيع مساحة الخط الأصفر حيث تم تحريك الكتل الخرسانية بمقدار 300 متر داخل الخط الأصفر من جهة الأراضي التي تسيطر عليها حماس.
ويأتي هذا التمدّد الإسرائيلي بعد فشل المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى الآن، حيث اشترطت إسرائيل نزع السلاح بالكامل من حماس قبل الانسحاب إلى الخط الأحمر، بينما رفضت الحركة ربط نزع السلاح باتفاق سياسي.
وفي ظل هذه المعطيات على أرض الواقع، فإن إقامة المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الخط الأصفر يشكّل إشارة واضحة على عدم نية تل أبيب الانسحاب من القطاع، بحسب ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما أصبح هذا الخط يمثل "واقعًا ميدانيًا" يُشبه الاحتلال الدائم، مما يُعرّض الاتفاق للانهيار ويُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.