أضاف تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تعديل محتمل على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، مزيدا من الغموض بشأن مستقبل تنفيذ الاتفاق الذي يواجه حقل ألغام.
وتعتبر المرحلة الثانية من الاتفاق الأكثر حسما بشأن قضايا حساسة بالنسبة لحماس وإسرائيل على حد سواء، لكن الوصول إلى تطبيقها يصطدم بصراع إرادات تحاول من خلاله جميع الأطراف تحقيق مكاسب أو تأجيل استحقاقات مرتبطة بالتنفيذ.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد أبو سويلم، أن ما يجري على الأرض هو إدارة للصراع تخضع فيه بنود الاتفاق لتطبيق انتقائي، مع ضمان الهدوء لأطول فترة ممكنة.

وقال لـ"إرم نيوز": "التعديلات المحتملة، إن حدثت، تهدف إلى إعطاء إسرائيل مزيدا من الفرص، ومزيدا من المساحة للتنصل من الاتفاقيات، وربما موافقة أمريكية ضمنية على الواقع الذي تكرّس بوجود ما سُمي بالخط الأصفر".
وأضاف: "نحن لسنا أمام حل، وإنما أمام إدارة محددة للصراع في القطاع، على قاعدة عامة من وقف إطلاق النار، ولكن دون أن يكون هناك بنود متتالية للتنفيذ، لها آليات ملزمة أو جداول زمنية".
وتابع: "ربما نكون أمام نوع من التراجع الأمريكي عن السياق الطبيعي للمرحلة الثانية، وإذا دققنا في بنودها، فهي أصلاً مسائل مترابطة، تنفيذ أي بند منها يعتمد على الذي سبقه، وبالتالي أي محاولة لوضع الأمور بصورة انتقائية معناها خلق إرباك جديد قد ندخل فيه عند الحديث عن المرحلة الثانية".
وتابع: "القضية الأخطر هي تقسيم قطاع غزة، وطالما أن هناك مناطق تسمى أصفر وأخضر وأحمر، معنى ذلك أننا أمام عملية تقسيم، وخطر تقسيم القطاع ما زال قائما، وهو قائم بقدر ما يكون هناك تعثر في تنفيذ الاتفاقية، وخصوصا المرحلة الثانية".
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي نهاد أبوغوش، إن "الخطير هو محاولة إسرائيل أن تفرض تفسيرها الأحادي ورؤيتها لتطبيقات الاتفاق بما ينسجم مع أطماعها ومخططاتها التي كانت قبل الحرب، وأعتقد بأنها ما زالت قائمة".
وأضاف لـ"إرم نيوز": "أهم مخططات إسرائيل مرتبطة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة احتلال أجزاء منه، ورغم أن نص الاتفاق يُلغي هذه الخيارات، لكن إسرائيل ما زالت تراهن على أن بإمكانها العودة لهذه الأهداف، خصوصًا بعد أن ساهم الاتفاق في احتواء ردود الفعل العالمية تجاه ما يجري في غزة".
وتابع: "الخطورة في أن تكون إسرائيل هي صاحبة التأثير الحاسم على قرار الرئيس ترامب، ولذلك هناك حالة من الجدل، وحراك وضغوط عديدة، لكن مصداقية الرئيس ترامب هي على المحك".
وقال: "الاتفاق نفسه مليء بالألغام والعبارات الملتبسة، والتي كل طرف يمكن أن يفسرها على هواه، وإسرائيل وضعت بصماتها ولمساتها في الاتفاق بحيث تفسّره دائما لمصلحتها".
وأضاف: "الرئيس ترامب في تقديري لن يغيّر الاتفاق، بل ربما ينحاز للرواية الإسرائيلية، ومعروف أنه يؤيد أهداف الحرب الإسرائيلية، لكن، هل يتجاهل المواقف العربية والإسلامية كلها؟ ويتجاهل المجتمع الدولي؟ ويُعلن أنه في صف إسرائيل؟".