الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
كشف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، شارك في ثلاث جولات قتالية في قطاع غزة، أن وحدته كانت تتلقى أوامر مباشرة بإطلاق النار على كل من يدخل مناطق يُعرّفها الجنود كمحظورة، دون النظر إلى كونه يشكل خطراً فعلياً.
وقال الجندي الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته في مقابلة نادرة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن هذه التعليمات، التي كثيراً ما تُنفذ دون تمييز، أفضت إلى سقوط ضحايا مدنيين بشكل متكرر.
ولفت إلى أن حدود تلك "المناطق المحظورة" لم تكن واضحة للسكان، إذ لم تكن هناك علامات ظاهرة، بل مجرد خطوط ذهنية وضعها الجنود، ويُفترض أن المدنيين يدركونها.
وأردف: "في أحد المواقع، كانت هناك منطقة مفتوحة قرب حي سكني، وكان السكان يتحركون فيها أحياناً. لم يكن بوسعهم معرفة أن اجتياز هذه المساحة قد يكلّفهم حياتهم".
وكشف في تصريحاته ما وصفه بـ"الإيمان الأعمى" داخل وحدته، وأن هذه الوصف ينطبق على أن كل سكان غزة يشكلون تهديداً محتملاً.
ورأى أن "قادة الجيش الإسرائيلي لا يعترضون عليه، بل يدعمونه ضمنياً"، وأضاف قائلا: "لم يكن هناك تمييز بين مسلّح ومدني. كل من يظهر في محيطنا يُعامل كعدو، وأي شكّ يُترجم فوراً إلى رصاصة".
وأكد الجندي الإسرائيلي أن "القواعد التي تنظّم إطلاق النار لم تكن ثابتة، بل تتغيّر من يوم لآخر، ومن قائد إلى آخر، ما يترك القرار النهائي لمزاج الضابط الميداني".
وقال إن بعض القادة اتخذوا قرارات وصفها بـ"الخطيرة أخلاقياً"، في ظل غياب أي مساءلة أو محاسبة.
واعتبر أن "الوضع الميداني كان أقرب إلى الفراغ القانوني… حيث يمكن أن ترتكب أفعال جسيمة دون أن يتبعها أي تحقيق".
ولفت إلى حالة من التبلّد داخل صفوف الجنود تجاه قتل المدنيين، مشيراً إلى أن بعضهم كان يحمّل كل فلسطيني مسؤولية جماعية عن هجوم 7 أكتوبر 2023.
وأضاف: "كان هناك من يقول: إذا لم يمنعوا ما حصل، فهم يستحقون ما يحدث لهم. هذه النظرة منتشرة بشكل مرعب".
وانتقد الجندي الصمت المجتمعي داخل إسرائيل تجاه ممارسات الجيش، مشيراً إلى أن الاعتراف بأي خطأ يُقابل غالباً بالتخوين أو الإقصاء.
واستطرد: "الكثير من الناس لا يدركون ماذا يعني أن تؤيد هذه الحرب، ولا يعرفون ما يُنفذ باسمهم. لو شاهدوا ما نراه نحن، لتغيّر موقفهم تماماً".
وأكد أنه "قرر كسر صمته، ليس بدافع البطولة، بل لأنه لم يعد قادراً على التعايش مع الشعور بالذنب".
وختم: "أشعر أنني كنت جزءاً من شيء سيئ، وأحتاج لفعل شيء مختلف. الحديث علناً هو أول خطوة".