صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
اعتبر خبيران أن هناك 4 مؤشرات لقرار إسرائيل بإعلان قطاع غزة "جبهة قتال ثانوية"، بدءًا بالرغبة بإنهاء الحرب وصولًا إلى التضليل الإعلامي.
وجاء القرار الإسرائيلي، على إثر المواجهة الجديدة مع إيران والضربات العسكرية المتبادلة بين تل أبيب وطهران.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مسؤول عسكري قوله، إن "غزة أصبحت ثانوية، وإيران هي الساحة الرئيسية للعمليات الإسرائيلية".
ولا يُعد القرار الإسرائيلي الأول من نوعه، إذ سبق أن اتخذ الجيش الإسرائيلي العام الماضي قرارًا ممثالًا بعد توسيع دائرة عملياته العسكرية ضد ميليشيا حزب الله في لبنان، إلى جانب عملياته العسكرية بالضفة الغربية.
وقال الخبير في الشأن العسكري، الفريق قاصد محمود، إن "القرار الإسرائيلي يمثل إشارة إلى ثلاثة أمور رئيسية، الأولى رغبة قيادة الجيش في إنهاء الحرب ودفع القيادة السياسية نحو التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "الأمر الثاني يتعلق بتحقيق الجيش الإسرائيلي جزءًا كبيرًا من أهدافه العسكرية بغزة، وعدم وجود أي أهداف جديدة يمكن العمل عليها، خاصة ما يتعلق بالعمليات البرية والقصف الجوي.
والأمر الثالث، وفق الخبير العسكري، يتمثل في إدراك الجيش الإسرائيلي أهمية تركيز مقدراته العسكرية بالجبهة المفتوحة مع إيران، وأن مواصلة العمل في غزة كجبهة رئيسية سيكون سببًا في تكبده خسائر أكبر من المتوقع.
وأضاف الخبير محمود: "بتقديري إسرائيل ترغب بتركيز قدراتها العسكرية في الضفة الغربية بالوقت الحالي لمنع أي هجمات محتملة من مجموعات مسلحة موالية لإيران، علاوة على المخاوف من توسيع دائرة الرد الإيراني ليشمل مناطق أخرى كاليمن والعراق".
ويتمثل المؤشر الرابع برأي الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، بأن "الإعلان الإسرائيلي يأتي في إطار محاولة التضليل الإعلامي لحماس وجناحها المسلح"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تتجاهل الوضع القائم في غزة وستواصل عملياتها العسكرية.
وقال لـ"إرم نيوز" إن "تجاهل الوضع العسكري في غزة يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويفقد إسرائيل الكثير من المكتسبات التي حققتها من الحرب الدائرة منذ نحو العامين"، مبينًا أن الحركة ستعمل على إعادة ترتيب نفسها داخليًا في هذه الحالة.
ومضى صباغ قائلًا: "بتقديري إسرائيل ستعمل خلال الفترة المقبلة على تثبيت تواجدها العسكري في القطاع، واستغلال انشغال العالم بالتصعيد مع إيران لفرض واقع جديد بغزة"، مبينًا أن وتيرة القتال ستكون أقل؛ إلا أنها لن تكون بمثابة توجه لإنهاء الحرب.
ولفت إلى أن "الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وسع دائرة عمله العسكري في المنطقة وخاض المعركة الجديدة ضد إيران بحثًا عن سبب جديد لبقائه واستمرار حكمه"، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن بقاءه في السلطة مرهون باستمرار الحروب في المنطقة.
وشدد الخبير صباغ على أن "الجيش الإسرائيلي سيقوم في الوقت الحالي بعمليات مناورة خفيفة، ويمكن أن يلجأ لخيار الضغط على القيادة السياسية لعقد اتفاق تهدئة مؤقت؛ إلا أن ذلك لن يكون متاحًا في الوقت الحالي بسبب التحالف الإيراني مع حماس"، حسب تقديره.