logo
العالم العربي

حركة فتح لـ"إرم نيوز": قمة شرم الشيخ أوقفت حرب غزة ولم تحدد مصير إدارتها

تيسير نصراللهالمصدر: منصة إكس

قال تيسير نصرالله، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، إن قمة السلام، التي استضافتها شرم الشيخ بمصر، لم تقدم رؤية واضحة لإدارة قطاع غزة أو لتوحيد القرار الفلسطيني.

وبيّن في حوار مع "إرم نيوز"، أن ما تحقق حتى الآن يقتصر على وقف الحرب في غزة، وإنجاز صفقة الأسرى، فيما تبقى ملامح الحكم والمرحلة الانتقالية غامضة وسط حديث عن إدارة دولية محتملة للقطاع.

وأشار نصرالله إلى أن التفاهمات، التي خرجت من القمة انشغلت بالهاجس الأمني الإسرائيلي أكثر من تركيزها على الحقوق السياسية للفلسطينيين، مؤكداً أن مسألة إعادة إعمار غزة ستظل خاضعة لمعادلات النفوذ والمصالح الدولية ما لم تترافق مع حل سياسي شامل يعيد للسلطة الفلسطينية دورها الشرعي، ويضمن السيادة الوطنية الكاملة.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة

حركة فتح لـ "إرم نيوز": "لجنة كفاءات" لإدارة غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية

وتاليًا نص الحوار..

*إلى أي مدى يمكن أن تشكّل مخرجات قمة شرم الشيخ نقطة انطلاق لإعادة صياغة آلية الحكم في غزة بما يضمن وحدة القرار الفلسطيني وتحييد النفوذ الفصائلي؟

لا أعتقد أن مخرجات قمة شرم الشيخ ستوحد القرار الفلسطيني، وتعود بالفلسطينيين إلى حكم قطاع غزة على الأقل خلال الفترة الانتقالية، بل ما حدث فقط أوقف الحرب، وأنجز صفقة الأسرى.

بينما إدارة الحكم في القطاع ما زالت غامضة، وقد يكون هناك انتداب جديد في غزة تحكمه جهات دولية، وبعد ذلك من غير المعروف بعد كيف ستدخل السلطة الفلسطينية إلى غزة وتعيد إدارة القطاع هناك.

*هل يمكن ترجمة التفاهمات السياسية التي خرجت من القمة إلى ترتيبات أمنية عملية على الأرض توازن بين حاجة إسرائيل للأمن وحق الفلسطينيين في السيادة؟

إن التفاهات السياسية التي خرجت من القمة هي بدورها غامضة، فهي تبحث بشكل رئيس عن إيجاد الأمن للإسرائيليين، وألا تتكرر أحداث الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023.

بالتالي إن ربط الأمن الإسرائيلي بإعطاء الفلسطينيين حقهم في السيادة هو أيضاً أمر غامض، لم تتم الإشارة إليه على الإطلاق، ولم يُربط هذا الأمر بأي موضوع سياسي يتعلق بالاعتراف بالدولة وحل الدولتين، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وما رأيناه هو فقط وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى حتى الآن.

*في ضوء الانقسام القائم، ما السيناريو الأقرب لملف إدارة القطاع: سلطة فلسطينية موسعة الصلاحيات أم إدارة مشتركة مدعومة إقليمياً ودولياً؟

إن السيناريو الأقرب لملف إدارة القطاع، هو إدارة مشتركة مدعومة إقليمياً ودولياً، فمجلس السلام، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو صاحب السلطة في هذا الأمر، ولا يوجد للسلطة الفلسطينية أية صلاحيات حتى الآن لإدارة ملف القطاع.

لقد تم وضع شروط لمدة 3 سنوات، أقل أو أكثر قليلاً، ولكن الإدارة ستكون مشتركة إقليمياً ودولياً وقد يكون حاكم غزة هو توني بلير أو شخصية دولية أخرى.

*كيف يمكن ضمان ألا تتحول جهود إعادة الإعمار إلى أداة نفوذ سياسي بيد المانحين أو القوى المتصارعة، بل إلى مسار إنساني واقتصادي متكامل ومستدام؟

إن عملية إعادة الإعمار، عملية طويلة، وحتى الآن أيضاً لم يتم وضع برنامج لإعادة الإعمار، ومن هي الجهات التي ستقوم بذلك، لكن بطبيعة الحال سيكون لهذه الجهات نفوذ سياسي، وستدخل شركات عملاقة.

أخبار ذات علاقة

خطة انتشار القوات الدولية المرتقبة في غزة

الخطوط العريضة لخطة القوة متعددة الجنسية في غزة (إنفوغراف)

لكن من المستبعد أن يتحقق ذلك بسرعة، وإنما سيحتاج لوقت طويل، وسيعاني المواطن الفلسطيني في غزة معاناة شديدة خاصة أولئك الذين لم يجدوا لهم أي مأوى، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب.

لذلك، إن المشكلة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية قد بدأت في غزة بعد وقف العدوان، وستستمر لفترة طويلة حتى يستطيع العالم أن يضع الخطط الكفيلة بإسكان الناس وإعادة تموضعهم في أماكن قابلة للحياة البشرية.

*هل تنجح قمة شرم الشيخ في تأسيس آلية رقابة دولية تضمن الأمن الإنساني في غزة وتمنع عودة دوامة الحصار والدمار؟

إن القمة لم تضع في أولوياتها ضمان الأمن الإنساني، لأن حجم المذابح والعذاب الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة لم يوجد مثله في التاريخ، والعالم كان يراقب، ولم أجد أنه كانت هناك نظرة إنسانية في هذا الشأن.

 

لذلك إسرائيل ما زالت تعمل من أجل العودة للحرب، وتريد أن تجد أي مبرر لذلك، والآن تتحدث عن عودة الجثامين وتهدد، وأيضاً الرئيس ترامب يهدد في هذا الشأن، لذلك لا نرى بأن هناك رقابة دولية حقيقية الآن.

هم يريدون من الشعب الفلسطيني أن يسلم سلاحه، وأن يقف مكتوف اليدين أمام ما تقوم به إسرائيل على الأراضي الفلسطينية سواء الضفة أو غزة.

لذلك من المستبعد أن تكون هذه القمة "وصفة سحرية" لوقف الصراع وإنهائه، فمن لم يُعطِ الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية، لن يستطيع فرض الهدوء الذي يريده في الشرق الأوسط، طالما القضية الفلسطينية في حالة من عدم الحل والأمن والاستقرار.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC