قال تيسير نصرالله، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، إن قمة السلام، التي استضافتها شرم الشيخ بمصر، لم تقدم رؤية واضحة لإدارة قطاع غزة أو لتوحيد القرار الفلسطيني.
وبيّن في حوار مع "إرم نيوز"، أن ما تحقق حتى الآن يقتصر على وقف الحرب في غزة، وإنجاز صفقة الأسرى، فيما تبقى ملامح الحكم والمرحلة الانتقالية غامضة وسط حديث عن إدارة دولية محتملة للقطاع.
وأشار نصرالله إلى أن التفاهمات، التي خرجت من القمة انشغلت بالهاجس الأمني الإسرائيلي أكثر من تركيزها على الحقوق السياسية للفلسطينيين، مؤكداً أن مسألة إعادة إعمار غزة ستظل خاضعة لمعادلات النفوذ والمصالح الدولية ما لم تترافق مع حل سياسي شامل يعيد للسلطة الفلسطينية دورها الشرعي، ويضمن السيادة الوطنية الكاملة.
وتاليًا نص الحوار..
لا أعتقد أن مخرجات قمة شرم الشيخ ستوحد القرار الفلسطيني، وتعود بالفلسطينيين إلى حكم قطاع غزة على الأقل خلال الفترة الانتقالية، بل ما حدث فقط أوقف الحرب، وأنجز صفقة الأسرى.
بينما إدارة الحكم في القطاع ما زالت غامضة، وقد يكون هناك انتداب جديد في غزة تحكمه جهات دولية، وبعد ذلك من غير المعروف بعد كيف ستدخل السلطة الفلسطينية إلى غزة وتعيد إدارة القطاع هناك.
إن التفاهات السياسية التي خرجت من القمة هي بدورها غامضة، فهي تبحث بشكل رئيس عن إيجاد الأمن للإسرائيليين، وألا تتكرر أحداث الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023.
بالتالي إن ربط الأمن الإسرائيلي بإعطاء الفلسطينيين حقهم في السيادة هو أيضاً أمر غامض، لم تتم الإشارة إليه على الإطلاق، ولم يُربط هذا الأمر بأي موضوع سياسي يتعلق بالاعتراف بالدولة وحل الدولتين، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وما رأيناه هو فقط وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى حتى الآن.
إن السيناريو الأقرب لملف إدارة القطاع، هو إدارة مشتركة مدعومة إقليمياً ودولياً، فمجلس السلام، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو صاحب السلطة في هذا الأمر، ولا يوجد للسلطة الفلسطينية أية صلاحيات حتى الآن لإدارة ملف القطاع.
لقد تم وضع شروط لمدة 3 سنوات، أقل أو أكثر قليلاً، ولكن الإدارة ستكون مشتركة إقليمياً ودولياً وقد يكون حاكم غزة هو توني بلير أو شخصية دولية أخرى.
إن عملية إعادة الإعمار، عملية طويلة، وحتى الآن أيضاً لم يتم وضع برنامج لإعادة الإعمار، ومن هي الجهات التي ستقوم بذلك، لكن بطبيعة الحال سيكون لهذه الجهات نفوذ سياسي، وستدخل شركات عملاقة.
لكن من المستبعد أن يتحقق ذلك بسرعة، وإنما سيحتاج لوقت طويل، وسيعاني المواطن الفلسطيني في غزة معاناة شديدة خاصة أولئك الذين لم يجدوا لهم أي مأوى، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب.
لذلك، إن المشكلة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية قد بدأت في غزة بعد وقف العدوان، وستستمر لفترة طويلة حتى يستطيع العالم أن يضع الخطط الكفيلة بإسكان الناس وإعادة تموضعهم في أماكن قابلة للحياة البشرية.
إن القمة لم تضع في أولوياتها ضمان الأمن الإنساني، لأن حجم المذابح والعذاب الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة لم يوجد مثله في التاريخ، والعالم كان يراقب، ولم أجد أنه كانت هناك نظرة إنسانية في هذا الشأن.
لذلك إسرائيل ما زالت تعمل من أجل العودة للحرب، وتريد أن تجد أي مبرر لذلك، والآن تتحدث عن عودة الجثامين وتهدد، وأيضاً الرئيس ترامب يهدد في هذا الشأن، لذلك لا نرى بأن هناك رقابة دولية حقيقية الآن.
هم يريدون من الشعب الفلسطيني أن يسلم سلاحه، وأن يقف مكتوف اليدين أمام ما تقوم به إسرائيل على الأراضي الفلسطينية سواء الضفة أو غزة.
لذلك من المستبعد أن تكون هذه القمة "وصفة سحرية" لوقف الصراع وإنهائه، فمن لم يُعطِ الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية، لن يستطيع فرض الهدوء الذي يريده في الشرق الأوسط، طالما القضية الفلسطينية في حالة من عدم الحل والأمن والاستقرار.