جدد زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، الجمعة، تأكيده على مقاطعة الانتخابات البرلمانية في العراق، قاطعًا بذلك سلسلة التكهنات التي راجت في الأيام الماضية حول احتمال عودته إلى العملية السياسية.
وقال الصدر في بيان: "مقاطعون.. من شاء فليقاطع.. ومن شاء فليتخذ لشهوة السلطة سبيلًا"، مشددًا على أن "الحق لن يقام والباطل لن يدفع إلا بتسليم السلاح المنفلت إلى الدولة، وحل الميليشيات، وتقوية الجيش والشرطة، واستقلال العراق، والسعي الحثيث إلى الإصلاح ومحاسبة الفاسدين".
ويأتي هذا الموقف بعد أيام من الجدل الذي أثارته خطوة نصب أنصار التيار الصدري "خيمة" في ساحة التحرير وسط بغداد، وهي ساحة ذات رمزية عالية في الحراك الاحتجاجي، ما أعاد الحديث عن احتمال عودة الصدر، خاصة مع تزامن الخطوة مع قرب موعد الانتخابات في نوفمبر المقبل.
وكانت تكهنات راجت أخيرًا حول إمكانية تدخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمنح مهلة جديدة لتسجيل المرشحين، وهو ما قد يفسر كمحاولة لإتاحة الفرصة لعودة التيار الصدري للمنافسة.
لكن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أكدت غلق باب التسجيل رسميًا، ما يجعل سيناريو المشاركة غير واقعي في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن العراقي، غالب الدعمي، إن "المفوضية أغلقت أبوابها بالكامل، وأكملت تسجيل الكيانات وأسماء المرشحين، وأي حديث عن عودة الصدريين يبقى في إطار التكهنات"، مرجحًا أن "التيار الصدري كان ينوي المشاركة، ولكن فاته القطار".
وخلال انتخابات 2021، حقق التيار الصدري 73 مقعدًا وتصدر النتائج، قبل أن ينسحب بالكامل احتجاجًا على ما وصفه بـ"انقلاب الثلث المعطّل"، حين تحالف خصومه داخل الإطار لمنع تمرير حكومة أغلبية كان يسعى لتشكيلها بالتعاون مع السنة والأكراد.
ومنذ انسحاب الصدر، تعمّقت أزمة الثقة بالعملية الانتخابية، وأعلن عدد من الشخصيات والأحزاب انسحابها، من أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ما أضعف زخم الانتخابات، وطرح تساؤلات حول مدى جدواها في ظل استقطابات حادة وانسداد سياسي.