logo
العالم العربي

مع دخول الشتاء.. جهود محدودة لمواجهة غرق مناطق كاملة في غزة

آثار المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزةالمصدر: (أ ف ب)

يعيش النازحون في قطاع غزة معاناة مستمرة مع اقتراب فصل الشتاء، ومع تلاشي آمالهم بعد نحو شهر من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، في إدخال مستلزمات الإيواء. 

ومع انهيار الخدمات وتوقف الإعمار، يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام مهترئة أو بين أنقاض بيوتهم التي نسف الاحتلال نحو 90% منها، وسط غياب أدنى مقومات الحماية من برد الشتاء القارس.

شتاء بلا مأوى

وقال مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، إن "الأوضاع في قطاع غزة لا تزال صعبة ومعقدة بفعل تداعيات العدوان الإسرائيلي الشامل الذي دمّر أكثر من 90% من مقومات الحياة الأساسية، وعلى رأسها منازل المواطنين، ما أدى إلى نزوح نحو مليون ونصف مواطن".

وأضاف الشوا لـ"إرم نيوز"، أن "الغالبية العظمى من النازحين يعيشون في ظروف قاسية داخل مراكز إيواء مكتظة أو في خيام مهترئة، بينما اضطر آخرون للإقامة في مناطق منخفضة قرب مكبات النفايات أو على شاطئ البحر، وبعضهم عاد إلى منازل شبه مدمرة لعدم وجود بدائل".

وتابع: "أقل الاحتياجات الحالية تبلغ نحو 300 ألف خيمة، في حين لم تدخل سوى بضعة آلاف فقط، بالإضافة إلى كميات محدودة من الشوادر لا تلبّي أدنى الاحتياجات، في وقت يمنع فيه الاحتلال إدخال الأغطية والملابس ووسائل التدفئة وحتى مواد الإغاثة الأساسية".

ونبه الشوا على "خطورة قدوم فصل الشتاء وسط غياب شبه كامل لمنظومة التدفئة وانتشار الأمراض، خاصة في ظل شلل القطاع الصحي ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية".

وحذر من أن الأمطار قد تتسبب بكوارث إنسانية نتيجة تراكم المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي، كما هو الحال في بركة الشيخ رضوان المكتظة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة".

وأشار إلى أن هناك خططًا من المؤسسات الإنسانية للاستجابة للأزمة الشتوية، لكنها تصطدم يوميًا بقيود إسرائيلية على إدخال المعدات والمواد الأساسية، ما يعيق أي استجابة فاعلة للأوضاع المتدهورة.

وأوضح الشوا أن "استمرار منع دخول المساعدات، خصوصًا تلك التابعة لوكالة الأونروا والمنظمات الدولية، يُعيق بشكل خطير الاستجابة للاحتياجات الأساسية في القطاع".

وأشار إلى أن "أكثر من مليوني إنسان يعيشون في قطاع غزة، ضمن مساحة لا تتجاوز 180 كيلومترًا مربعًا، في ظروف إنسانية مأساوية تتطلب تدخلًا عاجلًا".

وطالب الشوا "بتوفير إيواء آمن وكريم للأسر النازحة، وإدخال مستلزمات مواجهة الشتاء، إلى جانب السماح بإدخال الآليات والمعدات اللازمة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي، والتعامل مع أزمة النفايات المتراكمة التي تُقدّر بـ700 ألف طن في مختلف أنحاء القطاع".

حلول بديلة

بدوره، أشار طارق شاهين، رئيس بلدية دير البلح، إلى أن إسرائيل تعمل بشكل مستمر على خلق أزمات متعددة في قطاع غزة.

وقال شاهين لـ"إرم نيوز": "مع دخول فصل الشتاء، يواصل الاحتلال منع إدخال مستلزمات الإيواء الضرورية، بالإضافة إلى الكرفانات والآليات الثقيلة التي تساعد في تسوية الشوارع وإعادة تأهيل الأراضي والبيوت المتضررة".

وتابع: "هذه الإجراءات المتعمدة تهدف إلى إبقاء معاناة النازحين قائمة وسط الخيام البالية، ما يزيد تفاقم الوضع الإنساني في ظل اقتراب موسم البرد".

وأوضح أن البلديات تعمل حاليًا، بالتعاون مع المؤسسات الدولية، على تنظيف مجاري الأمطار والأودية والبرك، بالإضافة إلى صيانة شبكات الصرف الصحي المتضررة.

وأشار إلى أن "هذه الجهود تهدف إلى إزالة الركام والدمار الموجود، تفاديًا لغرق مساحات واسعة من القطاع في حال هطول كميات حتى قليلة من الأمطار خلال فصل الشتاء".

مأساة إنسانية

يخيم القلق والخوف على كثير من العائلات النازحة في قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث لا سقف يحمي ولا غطاء يدفئ أجساد الأطفال الضعيفة.

ووسط هذا الواقع القاسي، تقول المواطنة ريهام الشنطي، وهي نازحة من حي الشيخ رضوان إلى مدينة دير البلح، لـ"إرم نيوز": "نعيش في خيام مهترئة، لا تقي من البرد ولا تحمي من المطر، أطفالنا بحاجة ماسة إلى ملابس شتوية، لكن لا نملك شيئًا".

وأضافت: "الحرب ونقص المساعدات جعلا حياتنا أكثر صعوبة، وكل يوم نخشى أن يزداد البرد، نحاول تغطية الأطفال بما تبقى من ملابس قديمة، لكنها لم تعد تكفي".

وفي سياق المعاناة المستمرة للنازحين مع اقتراب فصل الشتاء، تسرد ميادة الراعي، وهي نازحة من مدينة غزة، تفاصيل موجعة عن ظروف الحياة القاسية، قائلة: "نحن على أبواب شتاء قارس ولا نملك أبسط مقومات الحماية من البرد، خرجنا من خيام إلى خيام تحت القصف، وتركنا كل ملابسنا خلفنا، لم يكن لدينا وقت لجمع شيء، فقط الهروب من الموت". 

أخبار ذات علاقة

يسرائل كاتس

كاتس يوعز للجيش الإسرائيلي بتدمير كافة أنفاق غزة

وأضافت لـ"إرم نيوز": "ما يتوفر في الأسواق قليل ولا يلبي احتياجات آلاف العائلات التي دُمّرت بيوتها، وإن وُجدت الملابس، فهي بأسعار لا نقدر عليها في ظل غياب المساعدات، أطفالنا يرتجفون من البرد، نراهم يمرضون أمام أعيننا، ولا نملك ما نفعله".

ويشير أحمد الغرابلي، الذي لجأ مع عائلته من رفح إلى شاطئ دير البلح، إلى أن هذه المرحلة من النزوح هي الأصعب مقارنة بكل ما سبق، قائلًا: "الرياح لا تتوقف هنا، والرطوبة قاسية، لكن لا خيار أمامنا، لا مكان نلجأ إليه".

وقال لـ"إرم نيوز": "العودة إلى رفح غير ممكنة مع استمرار انتشار قوات الاحتلال، فلا بيوت قائمة، ولا مياه، ولا مقومات للحياة، فقط الخراب والدمار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC