تتغير معادلة السيطرة في مدينة السويداء بين اللحظة والأخرى مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الدرزية وقوات الأمن والجيش السوري، منذ يومين.
وقالت مصادر ميدانية في المدينة الواقعة جنوبي سوريا، إن مقاتلي الفصائل الدرزية أعادوا السيطرة على مركز المدينة ومبنى المحافظة، ومعظم الأحياء، وسط إعادة تموضع واسعة لقوات الأمن والجيش السوريين.
وذكرت المصادر لإرم نيوز، أن الاشتباكات مستمرة في بعض النقاط، وعلى بعض الأطراف، لكنها تتحول إلى معارك أكبر في بعض الأرياف مثل محيط قرية رساس، فيما تشير المعلومات إلى اشتباكات عنيفة شهدها محيط المشفى الوطني والفندق السياحي.
وقال رئيس الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أحمد الدالاتي، إن القوات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية أعادت انتشارها خارج المدينة، مشيرا إلى أن الدولة تتحمل المسؤولية عن أي تجاوزات حصلت في الساعات الماضية.
وكانت مصادر إعلامية قالت لـ"إرم نيوز" إن انتهاكات واسعة سجلت في المدينة عقب دخول القوات الحكومية، مصدرها قوات رديفة دخلت برفقتها، وقتلت العشرات من المواطنين واستباحت المنازل وأحرقت محال تجارية.
ووفقا للمصادر الإعلامية، مازالت تسود أجواء التوتر في السويداء، نتيجة ما شهدته المدينة من أحداث دموية وتجاوزات خطيرة، فيما نزح الآلاف من المواطنين باتجاه الأرياف.
وقالت المصادر إن السبب وراء التوتر هو الاستياء الواسع من قادة بعض الفصائل المحلية التي ساهمت بتسهيل دخول قوات الأمن والعشائر على أكثر من محور داخل المدينة.
وكشفت أن عمليات ملاحقة تشنها مجموعات من الفصائل التابعة للشيخ حكمت الهجري، تستهدف بعض القادة الذين "تورطوا" بالتنسيق مع القوات الأمنية والعسكرية ضد أبناء السويداء.
ويتهم في هذا السياق كل من الشيخ أبو حسن الحجار، قائد حركة الكرامة، الذي وجد مقتولا، فيما تشير معلومات بالقبض على الشيخ ليث البلعوس.
وتبدي المصادر مخاوفها من إمكانية تجدد المعارك في أي لحظة، وعودة القوات الحكومية والفصائل الرديفة لشن هجوم جديد، خاصة بعد المعلومات عن تعزيزات و"فزعات" تشهدها المدن السورية الأخرى، وجهتها السويداء، إلا أن هذه المصادر توضح بأن الغارات الإسرائيلية قد تحد من قدرة الأرتال القادمة على الوصول، وخاصة بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية لرتل قادم من مدينة درعا المجاورة.