بينما تترقب الأوساط السياسية والشعبية في لبنان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تُثار تساؤلات عن موقف الفصائل العراقية وما إذا كانت ستوقف أنشطتها العسكرية تجاه إسرائيل في حال إبرام الاتفاق.
ومنذ أيام تجري مفاوضات بين المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي ومساعديه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ضمن بنود عدة.
ونص المقترح الأمريكي، الذي يتضمن 13 بنداً، على هدنة تستمر 60 يوماً، مع بسط الجيش اللبناني سيطرته على الجنوب وإبعاد عناصر حزب الله.
ويرتكز المقترح على القرار الأممي 1701، الذي أنهى حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ويدعو لبسط سلطة الجيش اللبناني جنوباً وسحب السلاح والعناصر المسلحة.
وعلى الرغم من أن الفصائل العراقية بدأت عملياتها العسكرية عبر إطلاق الطائرات المسيرة، ضد إسرائيل بعد حداث غزة، فإنها كثفت تلك العمليات بشكل لافت، منذ تطور المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، ضمن ما يُعرف بـ"وحدة الساحات".
الباحث في الشأن السياسي، علي ناصر، قال إن "الفصائل المسلحة في العراق ستكون بشكل أو بآخر ضمن هذه الصفقة، باعتبارها تتسلم أوامرها من إيران، وبالتالي فإن موافقة طهران، وتحديداً المرشد الأعلى علي خامنئي، على وقف إطلاق النار في لبنان، عبر حزب الله، تعني أن ذلك سيشمل الفصائل العراقية".
وأوضح ناصر لـ"إرم نيوز" أن "الموافقة على وقف إطلاق النار تعتمد على فرص النصر والهزيمة بالنسبة للأطراف المشاركة في الصراع، خاصة أن الفترة المقبلة انتقالية في الولايات المتحدة".
ولفت إلى أنه "حتى تسلم ترامب السلطة بشكل رسمي، فإن هذا الوقت سيكون صعباً على الشرق الأوسط".
وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، دفعت الفصائل المسلحة نحو فتح جبهة جديدة من العراق، وهو ما رفضته الأوساط الاجتماعية والسياسية، التي طالبت بكبح جماح تلك المجموعات والنأي بالبلاد عن الحروب.
وقال مصدر أمني مطلع إن "الفصائل المسلحة في العراق تلقت خلال الأيام الماضية توجيهات واضحة بتقليل نشاطها العسكري، والتركيز على استعراض قوتها داخل الحدود، بدلاً من تنفيذ هجمات خارجية، وذلك بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في لبنان".
وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز"، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن "هناك تحركات لوجستية غير مألوفة لبعض الفصائل المسلحة في المناطق الحدودية العراقية، قد تشير إلى استعدادات لتغيير إستراتيجياتها بناء على التطورات السياسية المقبلة".
وفي تطور لافت، بدأت الفصائل المسلحة العراقية مؤخراً استخدام الأراضي السورية كنقطة انطلاق لتنفيذ هجماتها ضد أهداف إسرائيلية، وفق مصادر مطلعة.
ويعكس هذا التحول تغيّراً في إستراتيجياتها العسكرية، إذ يبدو أن الفصائل تسعى لاستغلال التعقيدات في سوريا لتوسيع نطاق عملياتها وتجنب الضغط الداخلي والإقليمي الذي يواجهها داخل العراق.
ويضم العراق عشرات الفصائل المسلحة التي تُقدر بـ67 فصيلًا، تمارس أنشطتها العسكرية التي تصاعدت مع الحرب في قطاع غزة، كما أنها تفرض سطوتها على الاقتصاد والمشاريع الاستثمارية في البلاد.
