يرى خبراء أن المنطقة تقترب فعليًّا من "الخطة ب"، في ظل تعثر المساعي السياسية وسقوط رهانات التهدئة بين لبنان وإسرائيل، ما ينذر بتجدد الهجمات الإسرائيلية وتصاعد وتيرتها خلال الأيام المقبلة إذا لم يُسحب سلاح ميليشيا حزب الله سريعًا.
ويستند هذا التقدير إلى مؤشرات ميدانية وسياسية متزايدة، أبرزها استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وتراجع فرص التسوية غير المباشرة، رغم إعلان الجيش اللبناني بدء تنفيذ خطته الثانية.
ويرى الخبراء أن إسرائيل باتت تنظر إلى التصعيد كخيار استراتيجي لضمان أمن حدودها الشمالية، وإعادة رسم معادلة الردع، بعد إخفاق الضغوط الأمريكية في تحقيق نتائج ملموسة.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد هشام جابر، إنه لا يزال هناك فرص لفرض حل سلمي.
وأضاف جابر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن لبنان قدّم ما عنده، ولا يستطيع أن يقدم المزيد، لكن إذا أرادت الولايات المتحدة حلًّا سمليًّا، فإن لبنان جاهز لذلك، وجاهز للجلوس على الطاولة لمفاوضات غير مباشرة.
وأكد أن لبنان لن يقدّم تنازلات، الأمر الذي قاله صراحةً رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مستبعدًا أن يكون هناك شيء آخر لدى أحد يستطيع تقديمه، خاصة أن الجيش اللبناني مستمر بالقيام بواجباته بما يتعلق بسحب السلاح، باعتراف قائد المنطقة الوسطى الأمريكي.
ولفت جابر إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، أبلغ رئيس الوزراء نواف سلام بما تم إنجازه بهذا الملف.
وبحسب جابر، فإن الجيش بدأ بتنفيذ خطته الثانية، لكنه أكد أنها ستحتاج مزيدًا من الوقت، خاصة أن إسرائيل مستمرة في عدوانها على لبنان.
وشدد على أن لبنان لا يستطيع أن يقدم فقط، وهو ملتزم بعدم إطلاق أي رصاصة من قبله، بعد عام من الاعتداءات المستمرة.
وأوضح جابر أنه إذا قام لبنان بتنفيذ ما تريده الولايات الأمريكية، واصطدم الجيش عسكريًّا مع ميليشيا حزب الله، فإن هذا سيخلق فتنة داخلية إلى جانب تفكك الجيش، الأمر الذي يعني أن التصعيد الإسرائيلي قائم لنفس الذريعة.
من جانبه، رأى المحلل السياسي، خالد زين الدين، أنه لا مصلحة لإسرائيل بإيقاف الحرب على لبنان، مؤكدًا أن المنطقة بعد أحداث 7 أكتوبر لن تكون كما كانت عليه قبلها.
واعتبر زين الدين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه فرصة ذهبية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للقضاء على حركة حماس وميليشيا حزب الله، لتحقيق حلمه بإنشاء دولة إسرائيل الكبرى.
وأضاف أن إسرائيل لن توقف الحرب حتى إبعاد المخاطر الأمنية والجيوسياسية والجيو أمنية عن الحدود الشمالية من الجهة اللبنانية؛ لذلك ستستمر عمليات الاغتيال، وكذلك الضربات الجوية على كافة الأراضي اللبنانية، لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته.
واختتم زين الدين حديثه بالإشارة إلى أنه لا مصلحة لإسرائيل بوقف الحرب، فهي تريد احتلال مناطق في جنوب لبنان، وتوسيع المساحة بذريعة تحقيق الخطة الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتأمين شمال إسرائيل ووقف أي تهديدات.