كشفت تقارير أمريكية أن إدارة الرئيس ترامب تدرس إنشاء مجمعات سكنية مؤقتة للفلسطينيين الذين لا تربطهم صلات بحماس في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي جنوب في غزة.
وبحسب مجلة "ذا أتلانتيك"، فقد نوقشت الخطة التي يطلق اسم "المجتمعات الآمنة البديلة"، من قبل كبار المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأولى لوقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ الشهر الماضي.
وتضيف المجلة، أن الجنرال الأمريكي باتريك فرانك، الذي يرأس مركز التنسيق المدني العسكري في كريات جات الإسرائيلية،بعث مؤخرا رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملائه يؤكد فيها ضرورة المضي قدما في الخطة، حيث اقترح أن يشمل كل مجمع من هذه المجمعات "سكنا مؤقتا لنحو 25 ألف شخص"، فضلا عن مركز طبي ومدرسة ومبنى إداري.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب، إنه سيتم بناء مجتمع تجريبي واحد على الأقل، حيث يقال إن الموقع الأول الذي يتم النظر فيه يقع بالقرب من رفح، وفق ما نقلت عنه "ذا أتلانتيك".
وبحسب التقرير، وقعت شركة "تيترا تيك" الهندسية الأمريكية عقدا لإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة في المناطق المخصصة للأحياء الجديدة، كما عقد الرئيس التنفيذي للشركة اجتماعات في إسرائيل مع المعنيين بخطة ترامب بشأن غزة.
رغم أن المجمعات التي تنوي الولايات المتحدة بناءها يرجح أن تكون داخل "الخط الأصفر" الخاضع لإسرائيل، إلا أن الخطة المقترحة تفرض شروطا على من سيسكنون فيها، إذ لن يُسمح إلا للفلسطينيين الذين يوافق عليهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) - والذين خضعوا لفحص علاقاتهم بحماس - بالعيش في التجمعات السكنية الجديدة.
ونقلت "ذا أتلانتيك"، عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن نقطة البداية في عملية التدقيق ستكون تقييم ما إذا كان لدى المقيم المحتمل أو أقاربه صلات بحركة حماس.
وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالدخول إلى المجمعات السكنية لن يُسمح لهم مستقبلا بعبور الخط الأصفر إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس.
وبحسب المجلة فإنه رغم النقاشات الجادة بشأن تنفيذ الخطة، إلا أنها تواجه معارضة قوية من بعض الدول العربية والإسلامية، وحتى الأوروبية، كما أن الخطة تواجه معارضة من مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وآخرين بسبب القيود التي ستفرضها على الفلسطينيين المشاركين.
وتقول صحيفة "هآرتس"، إن فكرة إنشاء مرافق سكنية للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة قد طرحت في المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في وقت سابق أثناء الحرب. وفي يوليو/تموز الماضي، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بوضع خطة لإنشاء "مدينة إنسانية" في رفح، حيث سيتم تركيز سكان قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي عارض الخطة حينها، ومع عودة الحديث عن المجمعات الأمريكية، أعلن الجيش أيضا أنه غير مهتم بالسكان الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرته في غزة.