"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الاشتباكات، التي اندلعت بين مجموعات بدوية وميليشيات من الأقلية الدرزية في محافظة السويداء الجنوبية، تُسلّط الضوء من جديد على الصعوبات التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة.
وأضافت الصحيفة أن "نزع سلاح الميليشيات الدرزية ودمجها يعد من أبرز القضايا التي تُسبّب توتّرًا في العلاقة بين الحكومة السورية الجديدة والدروز، حيث لم يتمكن الرئيس أحمد الشرع، الذي يسعى إلى توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلة جيش واحد، من التوصل إلى اتفاق مع الدروز الذين يُصرّون على الاحتفاظ بأسلحتهم وميليشياتهم المستقلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاشتباكات، وهي ثالث موجة عنف كبيرة ضد الأقليات الدينية في سوريا منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تُثير مخاوف متجددة من احتمال انزلاق البلاد إلى صراع طائفي. كما أعادت إلى الواجهة مسألة التدخل الإسرائيلي، بزعم حماية الأقلية الدرزية.
بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن هناك سببين رئيسيين لتدخّل إسرائيل في جنوب سوريا؛ أولهما يتمثل في سعيها لاحتواء القوى المعادية لها داخل سوريا، وثانيهما محاولة تهدئة مخاوف الدروز في إسرائيل، الذين تربطهم علاقة وثيقة بالحكومة الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن دورة التصعيد في الجنوب السوري غالبًا ما تتبع نمطًا متكرّرًا: تبدأ باشتباكات بين الدروز – الذين لطالما سعوا للحفاظ على قدر من الاستقلالية في منطقتهم، لا سيما منذ بداية الحرب الأهلية – والعرب المحليين، حيث عادة ما تُسفر تلك المواجهات عن سقوط قتلى من الطرفين.
وتتابع الصحيفة أنه "فور اندلاع الاشتباكات، تحاول القوات الحكومية التدخل، لكن غالبًا ما تواجه مقاومة من مقاتلين دروز مسلحين؛ بالتزامن، تهدد إسرائيل بالتدخل، وقد تنفذ بالفعل غارات جوية أو تُصدر تهديدات مباشرة.
وبعد ذلك، تُعلن الحكومة السورية التوصل إلى اتفاق مع الدروز، يقتضي غالبًا بقبولهم سلطة الدولة، لكن لا شيء يتغير فعليًا؛ وبعد شهر أو شهرين، تعود الاشتباكات مجددًا، بحسب الصحيفة.
أما شبكة "CNN" فأفادت بأن الدروز في جنوب سوريا يمتلكون أسلحة خفيفة مثل البنادق، إضافة إلى ذخائر ومركبات عسكرية تعود لعهد نظام الأسد.
وعلى الرغم من أن الدروز خدموا ضمن الجيش السوري كغيرهم من المواطنين، إلا أنهم حرصوا أيضا على التسلّح لحماية مناطقهم، لا سيما في محافظة السويداء المعروفة بجبل الدروز.
وتوضح الشبكة أن الدروز، مالوا إلى تفضيل نظام الأسد طالما لم يمارس القمع المباشر ضدهم، وفق تعبيرها.
وتقول "بما أن النظام كان يدار من قبل نخبة علوية اعتادت اللعب على التناقضات الطائفية، فقد استغل الدروز هذا الواقع لتحقيق نوع من الحكم الذاتي، تمامًا كما يفعلون في إسرائيل ولبنان، من خلال موازنة علاقتهم مع الدولة، مع بقائهم جزءًا من القوات المسلحة".
من جهتها، رجّحت صحيفة "واشنطن بوست" أن أعمال العنف الأخيرة، من شأنها أن تزيد من قلق الأقليات داخل سوريا، رغم الجهود الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب.
وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال تعتبر السلطات السورية الجديدة تهديدًا لها، خاصة بعد أن سيطرت على مناطق واسعة من جنوب سوريا عقب سقوط الأسد، بما فيها مناطق عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة، وشنت غارات جوية لتدمير معدات عسكرية قالت إنها تُهدد أمنها.
وتلفت الصحيفة إلى احتمال استغلال إيران أو أطراف معادية أخرى لحالة الفوضى من أجل توسيع نفوذها، عبر دعم أحد أطراف النزاع الداخلي في سوريا، بحسب ما ورد أيضا في تقرير "لوس أنجلوس تايمز".
في المقابل، عبّرت "جيروزاليم بوست" عن مخاوف من أن استمرار إسرائيل في قصف الأراضي السورية، تحت أي ذريعة، قد يجعل من المستحيل الوصول إلى اتفاق تطبيع حقيقي بين الجانبين، رغم الضغط الأمريكي المستمر على تل أبيب لتطبيع العلاقات مع سوريا بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية من شأنها أن تعرقل جهود الرئيس الشرع في تعزيز سلطته، وطرح اتفاقية التطبيع على أنها انتصار سياسي وسيادي.
كما حذرت "واشنطن بوست" من تداعيات بعض الفيديوهات العنيفة، والمقاطع التي تظهر إساءة لرموز درزية، على أي اتفاق مستقبلي بين الحكومة والطائفة الدرزية، مما يُنذر بالعودة إلى مربع التصعيد من جديد.
