تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
أثار التصاعد المفاجئ للمواجهات بين قوات المعارضة والجيش السوري داخل مدينتي حلب وإدلب، تساؤلات حول أسباب عدم تدخل القوات الروسية بشكل مباشر لإنهاء حالة الحرب.
كما تساءل خبراء في الشؤون الروسية عما إذا كان الموقف الروسي من الأحداث في حلب، يُشير إلى أن موسكو تُحضر للتفاوض مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن الحرب في أوكرانيا، فور عودته لرئاسة البيت الأبيض المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأكد الخبراء أن وسائل الإعلام الغربية تُشير، الآن، إلى أن موسكو تقف صامتة تجاه الحرب السورية، رغم وجودها العسكري هناك، تمهيدًا للتفاوض مع أمريكا بشأن الوجود الروسي في أوكرانيا وسوريا، إلا أن هذا الحديث ما هو إلا ترويج غربي بعيدًا عن الحقيقة.
وأوضح الخبراء أن روسيا مشغولة، الآن، بالعملية العسكرية الخاصة داخل الأراضي الأوكرانية، والتي تسعى للإنتهاء منها قبل تولّي ترامب زمام الحكم في البيت الأبيض، تمهيدًا للجلوس في موضع القوي أثناء التفاوض، وهو ما يشغل بال وتفكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاليًا.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الإستراتيجيا في مركز الدراسات الإنثروستراتيجيا، الخبير العسكري العميد نضال زهوي، إن روسيا لم تتدخل في الأحداث التي تشهدها المدن السورية منذ اندلاعها، خاصة أنها غضت النظر عن الدخول إلى مدينة حلب، وسرعان ما تغير الأمر خلال الساعات الماضية، بعد مشاركة القوات الروسية في توجيه ضربات تجاه إدلب وريف حلب.
وأضاف زهوي، لـ"إرم نيوز"، أن الضربات الروسية الأخيرة جاءت لحماية 1500 ضابط يتمركزون جنوبي حلب، حيث كانوا محاصرين، وعند وصول الجيش السوري إلى هناك، تم سحب الضباط من المنطقة المحاصرة، وتطهير ها من المسلحين.
وأكد أن روسيا تُركز بشكل أساس على مخططاتها وأهدافها في أوكرانيا، تمهيدًا للجلوس للتفاوض مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وأن روسيا ليس لها أطماع في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، وإن كانت ترغب في تعزيز تواجدها في المنطقة العربية في الوقت الذي انتشرت فيه القواعد الأمريكية والبريطانية بشكل كبير بها.
وبحسب زهوي، فإن هناك رغبة روسية في عمل استخباراتي لخفض التصعيد في منطقة شمال غرب سوريا، وهي ستكون في نهاية المطاف من خلال عملية عسكرية مشتركة - روسية سورية إيرانية- يتم التحضير لها الآن، الأمر الذي ينفي التساؤلات الخاصة بالتزام موسكو الحياد في الصراع، أو أنها ترغب في التحضير للتفاوض مع ترامب بشأن أوكرانيا.
وتابع الخبير العسكري: "الوقوف على التفاصيل الميدانية يوضح أن تركيا وقعت في فخ خرقها للتفاهمات الخاصة بخفض التصعيد، ليكون هناك محرقة للملف التركي في سوريا".
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار قناة، إن روسيا لن تسعى إلى إتمام صفقة سياسية تجارية مع ترامب حول ما يحدث في سوريا، وإن هذا الشيء ما هو إلا ترويج غربي، وجزء من عملية سياسية يتم توظيفها للضغط على روسيا، وزعزعة المنطقة لصالح أطراف أخرى في الجغرافيا السورية.
وأضاف قناة، لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا مشغولة في صراعها الأوكراني، وهي تتريث في اتخاذ مواقف محددة تجاه ما يحدث في سوريا، لكنها لم تغض النظر عما يحدث حتى لا تنجر إلى مربعات عسكرية هي في غنى عنها".
وقال: "الأمر لا يشكل قلقًا بالنسبة لروسيا، وبالتالي فإن التسرع في عملية عسكرية قد يفقد الاستقرار النسبي في المنطقة".
وأوضح قناة أن ما يجري، اليوم، في سوريا هو جزء لا يتجزأ عن ما يحدث في فلسطين ولبنان، وحتى في أوكرانيا.
واستبعد أن يكون هناك تدخل روسي بقوات على الأرض حفاظًا على المدنيين، وعلى الاستقرار في المنطقة، ما لم تحدث تطورات عسكرية في الداخل السوري.
ووصف قناة الأحداث في سوريا بأنها "عملية سياسية أكثر مما هي عسكرية".