تتصاعد الانتقادات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن التواجد العسكري في الأراضي السورية، خاصة في مناطق هضبة الجولان، حيث يشكك قادة ميدانيون في جدوى بقاء مئات الجنود عبر الحدود في ظل غياب رؤية استراتيجية واضحة.
وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يرى ضباط في القيادة الشمالية أن التواجد العسكري الإسرائيلي في تلك المناطق يفتقر إلى أهداف طويلة المدى، ويتركز بشكل أساسي على الدفاع عن القوات في ظل ضغط عملياتي منخفض.
انتقادات
هذا التواجد، وفقاً للمصادر، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع السكان المحليين، الذين أبدوا احتجاجهم على وجود القوات الإسرائيلية؛ ما قد يفتح المجال لـ"تصعيد إرهابي من المجموعات المعارضة".
الانتقادات الأبرز جاءت من قادة ميدانيين يرون أن أهمية هذا التواجد موضع شك، خاصة مع غياب أهداف استراتيجية ملموسة.
على عكس الحدود مع قطاع غزة أو لبنان، يعتبر هؤلاء القادة أن السيطرة على مناطق الجولان المفتوحة يمكن تحقيقها بسهولة عبر المراقبة والنيران دون الحاجة لتواجد ميداني مكثف.
إحدى النقاط التي أثارت جدلاً كبيراً هي السيطرة على قمة جبل الشيخ السوري، حيث يشير البعض إلى أن التمركز هناك، رغم نجاحه العسكري السريع، قد يكون مكلفاً من الناحية اللوجستية والتشغيلية، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية.
الروتين اليومي للجنود في الجولان
الجنود الإسرائيليون، ومعظمهم من وحدات المظليين والقوات المدرعة، يقضون أيامهم في مواقع استيطانية مؤقتة أو في قواعد مهجورة لجيش النظام السوري.
تشمل المهام اليومية الدوريات بين نقاط التفتيش، وتنفيذ الكمائن، ومهام أقل رسمية مثل إصلاح البنية التحتية التي تضررت أو تقديم المساعدة الطبية للسكان المحليين.
رغم ذلك، لا تزال بعض المناطق في الجولان السوري تُعدّ "ميتة" من الناحية العملياتية، حيث يصعب السيطرة عليها أو الوصول إليها. كما أن التمركز في هذه المناطق يضع الجنود في ظروف بيئية قاسية، خاصة في مواقع مرتفعة مثل جبل الشيخ السوري، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات متجمدة.
وفقًا لتقارير، يواجه الجنود تحديات يومية في التكيف مع الطقس القاسي؛ ما يثير مخاوف بشأن قدرتهم على البقاء في حال حدوث عواصف أو تعذر إجلائهم.
التفاعل مع السكان المحليين
رغم الاحتجاجات من السكان السوريين على الوجود الإسرائيلي، سعت القوات لتعزيز التعاون عبر مبادرات محدودة مثل إصلاح مضخات المياه وخطوط الكهرباء وتقديم مساعدات طبية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تهدف هذه الخطوات إلى تقليل التوترات، حيث يعمل ضباط من الوحدة السكانية في القيادة الشمالية، وغالبيتهم من الدروز، كحلقة وصل بين الجيش والسكان المحليين.
مع استمرار الجدل، تؤكد القيادة العسكرية الإسرائيلية أن التواجد في الجولان لا يهدف إلى "مغامرات غير ضرورية"، بل لضمان الاستقرار الأمني وضبط الحدود.
ومع ذلك، يتزايد الضغط لإعادة تقييم الاستراتيجية العسكرية، خاصة مع تصاعد الأصوات الداعية لتقليص التواجد الميداني والاعتماد على التكنولوجيا والمراقبة عن بُعد كبدائل أكثر فعالية.