كشف الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، وثائق سريَّة نادرة، حوت اعترافات قيادي في "حزب الله" أمام جهات تحقيق إسرائيلية، حول "البرنامج البحري السرِّي" للحزب، الذي كان يشرف عليها بنفسه، أمين عام الميليشيا حسن نصر الله، قبل عملية اغتياله، بحسب وسائل إعلام عبرية.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وما نقلته عن وثائق التحقيقات، كان المدعو عماد أمهز، عضوًا بارزًا في وحدة "حزب الله" البحرية بالغة السريَّة، وتمكن سلاح البحرية الإسرائيلي من أسره قبالة سواحل شمال لبنان قبل نحو عام.
واعترف أمهز خلال التحقيق معه في إسرائيل بكافة تفاصيل وحدته السريَّة، مشيرًا إلى أنها كانت تابعة بشكل مباشر لأمين عام الحزب حسن نصر الله، وبعده فؤاد الأشقر، الذي اغتالته إسرائيل هو الآخر، ويديرها حاليًا، المدعو علي عبد الحسن نور الدين.
ووفقًا لاعترافاته في تحقيقات الجيش الإسرائيلي، خدم أمهز في وحدة صواريخ ساحلية، وتلقى تدريبات في إيران ولبنان.
واكتسب خبرة بحرية واسعة في تنفيذ هجمات إرهابية في البحر، كما تلقى تدريبًا في معهد "مارساتي" البحري المدني في لبنان.
وخلال استجوابه، أقر أمهز بأنه لعب دورًا محوريًا في "الملف البحري السري" وقدّم معلومات استخباراتية حساسة بشأنه، وهو أحد أكثر المشاريع سرية وحساسية في "حزب الله".
ويتمحور ملف الوحدة البحرية السريَّة، وفقًا للجيش الإسرائيلي، حول إنشاء بنية تحتية منظمة لشن عمليات عسكرية بحرية، تحت غطاء مدني، في المجال البحري ضد أهداف إسرائيلية ودولية.
وأكد أمهز: "هذا عمل يجب أن يحاط بسريَّة بالغة. ليس منطقيًا أن يعمل شخص معروف بانتمائه إلى منظمة ما علنًا".
وأوضح أنه التقى فؤاد شكر بصفته الرسمية، وأشار إلى أن "هذه القضية تتعلق بالقطاع البحري، وتشمل عمليات نقل بحرية باستخدام سفن تجارية، لغرض تنفيذ عمليات ضد إسرائيل؛ ونفذت بالفعل عمليات عديدة".
وساهم أمهز من خلال وحدته في نقل الأفراد والمعدات العسكرية والعملياتية، لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، ومصالح أمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت هدفًا رئيسًا لنشاط وحدة "حزب الله"، "ولكن هناك أيضًا عمليات ضد كيانات أخرى. فالمنظمة تعتبر الولايات المتحدة - على سبيل المثال - عدوًا".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه "بعد اغتيال سلسلة القيادة التي قادت الوحدة البحرية السرية، وبالاستناد إلى المعلومات التي قدمها أمهز خلال استجوابه، نجح الجيش الإسرائيلي في عرقلة سير الوحدة في "مرحلة حرجة".
وأكد أن "وجود الوحدة السريَّة ونظيراتها في "حزب الله"، يعود بالأساس إلى دعم إيران الهائل، سواء من الناحية الأيدلوجية أم المالية".
وخلص إلى أنه "بدلًا من استثمار مبالغ كبيرة في بناء لبنان ومؤسساته، تستثمر إيران هذه الأموال في تمويل أنشطة "حزب الله" الإرهابية".