logo
العالم العربي

مخدرات ومصالح ضائعة.. لماذا يصعّد حزب الله مع سوريا؟

مخدرات ومصالح ضائعة.. لماذا يصعّد حزب الله مع سوريا؟
أنصار حزب اللهالمصدر: رويترز
17 مارس 2025، 10:46 م

تتدهور الأوضاع الأمنية على الحدود السورية اللبنانية، منذ يومين، بعد اشتباكات بمختلف الأسلحة أسفرت عن قتلى وجرحى بين الجانبين، وسط تضارب أولي في المعلومات بين رواية تتحدث عن ارتباط الاشتباكات بمطاردة مهرّبين، وأخرى عن  محاولة حزب الله جرّ الدولة السورية الجديدة لمعركة لا تريدها.

وبحصيلة لا تقل عن 8 قتلى، تبادل الجانبان قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا في ريف حمص الغربي، ولا يبدو بأن التصعيد ذاهب إلى انخفاض، مع أنباء عن التحضير لعملية عسكرية تهدف لـ"تطهير الحدود اللبنانية السورية" من عناصر حزب الله.

أخبار ذات علاقة

حزب الله يشعل الحدود مع سوريا

حزب الله يشعل الحدود مع سوريا ويضع الجيش اللبناني في الواجهة

 والهجمات، التي يشنّها حزب الله على القوات السورية، تأتي في منطقة موالية تاريخيًا للحزب، بحسب الكاتب والمحلل السياسي رجا طلب، فسكان المنطقة الحدودية عشائر أغلبها تنتمي إلى الطائفة الشيعية، و"أفرادها ارتبطوا سياسيًا واقتصاديًا ولوجستيًا بحزب الله".  

ويشير رجا طلب في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن هذه العشائر "تقوم بالأعمال التي يستنكف الحزب عن القيام بها مباشرة، فيوكلها إلى هذه العشائر"، مبيّنًا أن هذه المهمات تشمل "بيع السلاح والمخدرات وتهريب الأشخاص، وكذلك المازوت والديزل وغير ذلك من مصادر الطاقة، وهي تجارة تحقق أرباحًا طائلة".

الدولة السورية، وعبر وزارة الدفاع، أكدت أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا "التصعيد الخطير من قبل ميليشيا حزب الله"، غربي حمص، وهو تحرّك يقول رجا طلب إنه يأتي من "الخبرات العملياتية والمخزون المعلوماتي" لدى الإدارة السورية الجديدة التي تدرك أن هذه المنطقة، خصوصًا على الجانب اللبناني منها، يتبع ولاؤها لحزب الله.

أخبار ذات علاقة

قوات الجيش السوري في جنوب لبنان

الجيش السوري يطرد ميليشيا حزب الله من قرية "حوش السيد علي"

 ويأتي التحرّك السوري لوقف عمليات التهريب ومكافحة وجود ميليشيا حزب الله التي تحاول أن تجعل من القرى والبلدات مناطق خارج نطاق السيطرة، لبنانيًا وسوريًا، لإيجاد حالة فراغ أمني ترهق البلدين، كما يضيف رجا طلب، الذي يعتقد أن المصلحة في خلخة الأمن السوري "مشتركة بين إيران وإسرائيل لتفكيك سوريا طائفيًا"، وأن حزب الله "أداة لشرخ الجدار الأمني السوري".

مصالح ضائعة

ويتفق الخبير العسكري أحمد رحال على أن تصعيد حزب الله يأتي بتحريض إيراني مباشر، معتبرًا أن النظام الإيراني "لم يستوعب بعد أن مشروعه قد ضُرب في لبنان وسوريا"، وأن العمليات التي تقوم بها ميليشيا حزب الله لـ"إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خسائر هذا المحور"، بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ويرى أحمد رحال في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن إيران تضغط عبر حزب الله على الدولة السورية لاستعادة مصالحها الضائعة، لكنه لا يفصل ما حدث في الساحل السوري من هجمات لمجموعات تابعة للنظام السابق على قوات الأمن، عن محاولات إيران استعادة موطئ قدم على الأراضي السورية.

أخبار ذات علاقة

هل اقتربت الحرب بين دمشق وحزب الله؟

تصعيد بين الجيش السوري وحزب الله.. من يشعل المواجهة وما السيناريوهات؟

 كما يعتقد أن حزب الله يهدف إلى "تعويض خسائره المادية"، بعد سقوط نظام الأسد، خصوصًا من تجارة السلاح والمخدرات، فالمنطقة المستهدفة، وفق أحمد رحّال، هي "ساحة خلفية للميليشيا، فهي مستودع أسلحته وسمومه البيضاء"، مشيرًا إلى أن استعادة العديد من القرى تحت السيادة السورية الجديدة أفقدت حزب الله توازنه.

كما لا يستبعد أن حزب الله يسعى لتوريط الدولة اللبنانية في مواجهة مع دمشق، تصديرًا لأزماته معها، معتبرًا أن "الأوضاع الجديدة في لبنان لا تروق للحزب، فالرئيس لم يعد تابعًا له، والدولة التي بناها داخل الدولة تنهار"، وفق تعبيره.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC