مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
يرى خبراء أن التحركات الأخيرة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في شمال شرق سوريا، بما في ذلك نقل كتل إسمنتية من قاعدة تل بيدر غربي الحسكة، ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لإعادة توزيع القوات والمعدات، وليست بالضرورة مؤشراً على انسحاب وشيك.
هذه الخطوة التي أثارت جدلاً واسعاً تأتي وسط تعزيزات عسكرية مكثفة شهدتها المنطقة مؤخراً، ما يعكس استمرار التزام التحالف بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وفقاً لرؤى عسكرية تحليلية.
ومع تصاعد التكهنات حول مستقبل هذا الوجود، يؤكد الخبراء أن التحالف يوازن بين مصالحه الاستراتيجية وأمنه القومي، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة والتحديات الأمنية المتشابكة في سوريا والشرق الأوسط، ما يجعل أي تغييرات في تموضع القوات جزءاً من حسابات معقدة وليست قرارات لحظية أو عشوائية.
حول هذا الموضوع، قال الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، محمود حبيب، إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أرسل مؤخراً عشر طائرات شحن ونحو 100 شاحنة، بهدف تعزيز وجوده العسكري في شمال شرق سوريا.
وأكد حبيب، لـ"إرم نيوز"، أن آخر تحرك ميداني للتحالف كان قبل يومين تحديداً، مشيراً إلى أن هذا التحرك يعكس الوضع الفعلي لقوات التحالف في المنطقة، رغم أن بعض الأطراف ما زالت تترقب انسحاباً أمريكياً وشيكاً، حتى بات هذا السيناريو بالنسبة لهم هاجساً يراهنون عليه لتحقيق مصالحهم.
وفيما يتعلق بقاعدة تل بيدر غربي الحسكة، أوضح أن القاعدة تحولت إلى مركز لوجستي احتياطي بعدما انتقل الاعتماد بشكل أكبر إلى قاعدة "قسرك" القريبة، وهو ما أدى إلى تقليص الحاجة إلى الكتل الإسمنتية في تل بيدر، ما دفع التحالف إلى نقلها إلى مواقع أخرى أكثر أهمية.
ورغم أن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة توزيع لوجستي بحت، فإنها، وفق حبيب، تثير تكهنات متكررة حول انسحاب محتمل لقوات التحالف من المنطقة، مؤكداً أن بقاء التحالف الدولي في سوريا لا يزال مرتبطاً بمواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، وهي حرب مستمرة بأشكال متعددة حتى الآن.
وشدد على أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يمثل جزءاً من استراتيجية ترتبط بالأمن القومي للولايات المتحدة، وليس مجرد إجراء عابر أو مؤقت.
وأضاف أن القوات الأمريكية لن تبقى في سوريا إلى الأبد، لكنها في الوقت نفسه لن تغادر قبل تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها ضمان عدم ترك الفراغ أمام القوى والتنظيمات الإقليمية التي تسعى إلى استغلال الوضع لصالحها واحتلال الأراضي السورية.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على إرساء قواعد الاستقرار والسلام في المنطقة، بما في ذلك سوريا، وهو مطلب مشترك يسعى له التحالف وقوات سوريا الديمقراطية.
وختم حبيب حديثه بالتأكيد على أن انسحاب قوات التحالف مرهون بتحقيق الاستقرار الكامل وإنهاء خطر الإرهاب في سوريا والمنطقة، كما أن وجود القوات لا يتصل فقط بالحالة السورية المباشرة، بل يرتبط أيضاً بالتوازنات والتقلبات الأمنية الإقليمية التي تشهد تغيرات متسارعة، ما يجعل من الصعب التكهن بموعد أو شكل النهاية.
من جانبه، نفى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، صحة ما تردد عن انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة تل بيدر أو من شمال شرقي سوريا بشكل عام، مؤكداً أن هذه الأنباء غير دقيقة، وأن المرصد وثّق الوضع هناك بالصوت والصورة، حيث لم يُسجل أي تحرك يشير إلى انسحاب أو تغيير جذري في وضعية القوات الأمريكية.
وأوضح عبد الرحمن، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن القوات الأمريكية كانت قد أخلت فعلياً قاعدة تل بيدر قبل أشهر، عندما تعرضت للقصف من قبل الميليشيات الإيرانية، لكنها لم تغادر المنطقة تماماً، بل حافظت على وجودها عبر تحركات اعتيادية بين قواعدها الممتدة من دير الزور إلى ريف الرقة مروراً بالحسكة.
وأشار إلى أن ما جرى مشاهدته مؤخراً لا يتعدى كونه عمليات نقل روتينية وتجهيزات لوجستية تتضمن وصول تعزيزات وكتل بناء، مما يدحض التكهنات حول انسحاب وشيك.
وأكد أن القوات الأمريكية لا تزال تعمل بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تنفيذ حملات مستمرة ضد خلايا تنظيم داعش، وأن هذه العمليات أدت في الأسابيع الماضية إلى اعتقال العشرات من عناصر التنظيم في مناطق متفرقة تشمل الرقة ودير الزور والحسكة.
واختتم عبد الرحمن تصريحاته بالتأكيد على أن استمرار وجود القوات الأمريكية في سوريا مرتبط بشكل أساسي بمهمة القضاء على بقايا تنظيم داعش وضمان عدم عودته مجدداً، على الأقل في المرحلة الحالية، بعكس ما تطالب به السلطات التركية.