حماس: نتمنى أن لا تكون "خارطة طريق" ترامب لإنهاء الحرب غطاء لنتنياهو
بعد توارد الأنباء عن عزم الإدارة الأمريكية إعفاء نائبة المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، من مهامها وتعيينها في منصب آخر ضمن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عادت أورتاغوس للمشهد اللبناني بشكل مفاجئ برفقة الموفد الرئاسي توماس باراك، الذي كشف أمس الاثنين أن عودتها جاءت بتوصية من ترامب.
هذا التصريح، فتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول سر عودة أورتاغوس بعد أشهر من الاختفاء وسبب هذه التوصية في هذا التوقيت الذي يمر فيه لبنان بمرحلة مفصلية بشأن نزع سلاح حزب الله.
ويرى محللون بأن عودة أورتاغوس لها دلالات عميقة فيما يتعلق بملف نزع سلاح الميليشيا اللبنانية، وخاصة أنها عرفت بمواقفها الداعمة لإسرائيل في مواجهة حزب الله؛ ما دفع ترامب للتوصية بعودتها للدفع قدما في ملف نزع سلاح الميليشيا.
واعتبرت إسرائيل نبأ رحيل أورتاغوس، بأنه "ليس خبرا سارا" بالنسبة لتل أبيب، مشيرة إلى أنها كانت مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله، بحسب ما ذكرت "القناة الـ14" العبرية.
وأشار باراك أمس الاثنين خلال كلمته من بعبدا، إلى أن " أورتاغوس عادت كجزء من فريقنا بتوصية من الرئيس دونالد ترامب".
وكانت انتشرت في الآونة الأخيرة، أنباء وتقارير عن إقصاء باراك وعودة أورتاغوس لاستلام الملف اللبناني، إلا أنهما عادا معا؛ ما فسره خبراء على أنه ترجمة للعزم الأمريكي بضرورة نزع سلاح حزب الله وتكثيف جميع الجهود الرامية لذلك.
وفجرت الزيارة الأولى للبنان التي أجرتها أورتاغوس ردود فعل رسمية وشعبية مستنكرة وغاضبة من احتفائها من بيروت بما ألحقته إسرائيل بلبنان جراء "عدوانها عليه"؛ ما دفع الرئاسة اللبنانية للتبرؤ من تصريحات أورتاغوس الاستفزازية، وقالت إنها "غير معنية ببعض ما صدر" عنها.
ورغم انتقاداتها الحادة لسياساته الخارجية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي، تعيين مورغان أورتاغوس نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعم فيها ترامب أورتاغوس رغم انتقاداتها السابقة، إذ أيد حملتها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2022، حيث اشتهرت آنذاك بحواراتها حول الأمن القومي مع قادة سياسيين بارزين.
لكن ترامب لم يفوّت تعيين أورتاغوس دون التذكير بانتقاداتها السابقة لسياساته الخارجية، حيث نقل موقع "أكسيوس" عنه قوله بعد القرار: "نأمل أن تكون تعلمتْ درسَها".
ووُلدت مورغان أورتاغوس عام 1982 في مدينة أوبورندال بولاية فلوريدا.
وخلال دراستها، بدأت أورتاغوس مسيرتها السياسية بالعمل في حملة المرشح الجمهوري عن ولاية فلوريدا، آدم بوتنام، عام 2004، ثم شغلت عام 2006 منصب المتحدثة السياسية والمسؤولة الأمريكية السابقة كي تي مكفارلاند.
وشهدت مسيرة أورتاغوس المهنية تحولات متسارعة، فبعد مغادرتها القطاع الحكومي عام 2010، تولّت منصب مديرة العلاقات العامة في بنك "ستاندرد تشارترد".
لكنها لم تلبث طويلاً هناك، إذ انضمت عام 2016 إلى شركة "إرنست ويونغ" لإستراتيجيات الأعمال، قبل أن تشارك لاحقًا في تأسيس شركة "قو أدفايزرز" للاستشارات الجيوسياسية.
ولعبت أورتاغوس أدوارا متعددة في البيت الأبيض، وعملت مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره الرئيس، في عدة ملفات، كما رافقت الوزير مايك بومبيو في زياراته لبضع دول، وكان لها دور في قرار الولايات المتحدة اعتبار ممارسات الصين بحق الإيغور "إبادة جماعية".
ومسيرة أورتاغوس حافلة بالمناصب والمسؤوليات، فهي عضو في مؤسسات بارزة مثل جامعة "جونز هوبكنز"، ومركز الأمن القومي الأمريكي، والمجلس الاستشاري لشبكة الديمقراطية النسائية، ومنظمة "كونكورديا" المجتمعية، كما تحمل صفة ضابط احتياط في استخبارات البحرية الأمريكية.