logo
مصادر أمنية لبنانية لـ"إرم نيوز": الجيش يتأهب تحسبا لتحركات محتملة من حزب الله
نزع سلاح حزب اللهالمصدر: إرم نيوز
العالم العربي
خاص

مصادر أمنية لبنانية لـ"إرم نيوز": الجيش يتأهب تحسبا لتحركات محتملة من حزب الله

19 أغسطس 2025، 6:10 ص

كشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجيش اللبناني والأمن العام، تضم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وأجهزة المعلومات، لوضع خطط احترازية وتأمينية لمواجهة عمليات قد يقدم عليها حزب الله لافتعال حرب أهلية، مع تنفيذ الدولة - عبر الجيش - عملية نزع سلاح الحزب، انطلاقًا من الخطة التي يعمل الجيش على إعدادها حاليا لتكون مرسومة ومحددة ومعروضة على الحكومة في 31 أغسطس الجاري.

وأكد مصدر أمني رفيع المستوى، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله يضع خطة يتوقف تنفيذها على إشارة من طهران، هدفها خلق نزاعات أو توترات داخلية، سواء من خلال عناصر الميليشيا المسلحة أو بتحريك الحاضنة الشعبية، انطلاقًا من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أو في مدن ومناطق في الجنوب اللبناني أو البقاع.

وتسيطر المخاوف من تلويح نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مؤخرا بالذهاب بالبلد إلى حرب أهلية، تشعل مجددا نيرانا اكتوى بها لبنان على مدار 15 عاما في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك على أثر قرب إعلان الخطة المنتظرة من الجيش اللبناني لنزع سلاح الميليشيا اللبنانية، في نهاية الشهر الجاري.

وتعمل الدولة اللبنانية بجميع أجهزتها العسكرية والأمنية على اتخاذ إجراءات فعلية احترازية وتأمينية، للتعامل مع تهديد نائب الأمين العام للميليشيا.

 

وأوضح المصدر ذاته، أن القائمين على غرفة العمليات التابعة للجيش والأمن العام لا يريدون في عمليات التأمين المقررة خلال الفترة المقبلة، أي وجود لعناصر أمنية تابعة لأحزاب وتيارات داعمة للدولة، والتي تساندها في قرار نزع السلاح، رغم موقفها المناهض لحزب الله.

ولفت مصدر أمني آخر إلى أن الأجهزة العسكرية والأمنية تتمسك في هذا السياق بضرورة أن تكون هذه العمليات محصورة بأجهزة الأمن والجيش من بدايتها حتى نهايتها، حتى لا يتم استغلال الأمر من قبل حزب الله وتحويله إلى مواجهات شعبية تؤدي إلى انفلاتات أمنية متعددة، بما قد يُخرج هدف المواجهة عن سيطرة الجيش والأمن.

واعتبر أن أي عملية تسليم لمناطق إلى عناصر أمنية تابعة لأحزاب خارج سلطة الدولة، سيحقق ما يسعى إليه حزب الله، في الذهاب إلى حرب أهلية حال اتخاذ القرار من طهران وتكليف القيادة العامة للميليشيا في لبنان بذلك، إذ ستذهب عناصر الميليشيا للاشتباك مع هذه القوى؛ ما سيؤدي إلى اندلاع مواجهات تحقق هدف الحرب الأهلية.

وأشار المصدر إلى وجود تحريات تجري على أعلى مستوى، في الاتجاهات كافة وفي مختلف المناطق اللبنانية، للتعامل الفوري مع أي شرارة تُطلق هذا المخطط الذي يُتوقع أن يعمل عليه حزب الله لإشعال الداخل، عند انتهاء الجيش من وضع خطة نزع سلاحه ومع بدء تنفيذها.

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي اللبناني، داني سركيس، أن هذا النوع من التهديد الصادر عن نعيم قاسم يأتي بأوامر من إيران، ويُعد وسيلة ترهيب بهدف إدخال لبنان في المجهول في حال تم المساس بسلاح الحزب.

وحذّر سركيس، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، من وجود خطط لدى حزب الله تهدف إلى تحفيز واستفزاز أحزاب وقوى كانت طرفا أساسيا في الحرب الأهلية السابقة، حتى وإن كانت على عداء معه، وذلك بهدف إشعال المواجهة المسلحة وإعادة لبنان إلى مشهد فوضوي، لا يعود به فقط إلى ما قبل قرار الحكومة بتكليف الجيش بوضع خطة سحب السلاح، بل يعيده إلى الوراء عشر سنوات، عندما كان التنظيم يحكم لبنان فعليا.

وأوضح سركيس أن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، ناقش هذا المخطط مع قادة حزب الله، خاصة في ظل قطع لبنان مؤخرا الطريق أمام الدعم الدولي لتهديد الحزب المضاد لقرار الدولة بنزع سلاحه؛ ما دفع نعيم قاسم للخروج والتهديد بالحرب الأهلية.

ويتفق معه المختص في الشأن اللبناني، شاكر داموني، الذي أكد أن إيران تُولي أهمية لسلاح حزب الله أكثر من لبنان نفسه أو حاضنته الشعبية، مشيرا إلى أن طهران استثمرت عشرات المليارات من الدولارات في هذه الترسانة، وتعتبر السلاح ورقة تفاوضية أساسية مع الجانب الأمريكي بشأن الاتفاق النووي؛ ما جعله أداة تفاوض بيد طهران وليس الحزب.

وأفاد داموني، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله لم يعد هو المفاوض على سلاحه؛ إذ أصبحت هذه الورقة في يد طهران؛ ما يعني أن "لاريجاني" هو المسؤول الفعلي عن السلاح الإيراني في لبنان، وهو من يتولى تحريك هذا الملف بصفته مسؤول الأمن القومي الإيراني؛ نظرًا لأن هذا السلاح يؤدي وظيفة إقليمية تخدم مصالح إيران، والتلويح بالحرب الأهلية من قبل حزب الله هو تنفيذ مباشر لتعليمات إيرانية.

وأكمل داموني أن إيران عينت مبعوثا دائما لها في بيروت سيتولى التفاوض والتنسيق خلال الفترة المقبلة بشأن السلاح، وسيصل إلى لبنان في نهاية الشهر الجاري، تزامنا مع اكتمال إعداد الورقة اللوجستية من قبل اللجنة العسكرية، وعندها سيكون الرد الإيراني إما عبر التفاوض الإيجابي أو من خلال بعثرة الأوراق، والتي قد تأخذ شكل انتفاضة وتحركات شعبية في الشوارع تؤدي إلى إشعال حرب أهلية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC