أقر خبير اقتصادي إسرائيلي بعدم صلاحية خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي بادر إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشارك في صياغتها صهره وكبير مستشاريه خلال الولاية الأولى غاريد كوشنر.
الخبير إيال عوفر الذي يعتبر نفسه متخصصًا في "اقتصاد حماس"، أكد أن الخطة المطروحة تشكل تهديدًا وجوديًّا لإسرائيل، وتعد قنبلة زمنية قد تنفجر في أي لحظة.
وفي لقاء مع صحيفة "معاريف"، أوضح أن "الخطة قد تكون عظيمة بمنظور مطوري العقارات في ميامي".
وأوضح أن "من يظن أن مشروعًا عقاريًّا، وحياة كريمة، ورفاهية اقتصادية هي الحل لمشكلة كراهية الغزيين لإسرائيل، فهو مخطئ ولا يعي طبيعة القاطنين في قطاع غزة".
ورأى الخبير الإسرائيلي أن ترامب ليس ملزمًا في سياقات "الوعود الجوفاء" بدفع الثمن، لكن الإسرائيليين هم من يدفعون ثمنًا دمويًّا باهظًا من أجل أحلام "المملكة الساحرة" في القطاع" وفق تعبيره.
وتابع: "أما المشكلة الكبرى، فهى إصابة الإسرائيليين بالعمى عند قراءة التفاصيل الدقيقة للعقد العقاري المفترض تطبيقه في القطاع".
وعلى حد قول عوفر، تسرعت وسائل الإعلام الإسرائيلية عند بيع الجمهور الإسرائيلي حلمًا قديمًا جديدًا، وهو "هجرة 2 مليون فلسطيني من قطاع غزة"، وظنت الأكثرية في إسرائيل أن هذه الفكرة آسرة، لكن الحقيقة تكمن دائمًا في التفاصيل؛ فلو كانت الفكرة عملية، ولا يمكن من خلالها اتهام إسرائيل بالعنصرية، لكان من الممكن الإشادة بها.
وأضاف: "لطالما حلم الإسرائيليون بطرق مختلفة، لا تقل إبداعًا عن طريقة ترامب، لفك الارتباط عن قطاع غزة، ولو كان ممكنًا وضع القطاع في البحر وتحويله إلى جزيرة نائية بعيدًا عن شواطئ إسرائيل، لكنا جميعًا (تقريبًا) سعداء بتحقيق هذا الحلم وإبعاد لعنة غزة عنا" وفق تعبيره.
واعتبر الخبير الإسرائيلي أن "قراءة التفاصيل الدقيقة لخطة ترامب تظهر أن النية هي مغادرة 25% فقط من سكان غزة، مع السماح لتلك النسبة بالعودة ريثما تنتهي عملية إعادة الإعمار بموجب خطة ترامب".
لكن الخبير الإسرائيلي يتساءل: "ماذا عن الـ75% الباقية؟ أين يذهبون؟ وفقًا لعرض الخطة الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، سيبقى هؤلاء في "مناطق آمنة" بالقطاع، ويتم توزيع الطعام عليهم، فضلًا عن إنشاء البنية التحتية الصحية والتعليمية اللازمة لهم، أي إعادة تأهيل مؤقتة لعشر سنوات، تبنى خلالها المباني الدائمة لهم، وهى أبراج تناطح الهواء".
ووفقًا لسردية أخرى صاغها صهر الرئيس الأمريكي غاريد كوشنر، تستطيع إسرائيل إنشاء مخيمات مؤقتة للغزيين في صحراء النقب.
إلا أن ذلك يعتبر بمنظور الخبير الإسرائيلي "إحياء لممارسة فكرة حق العودة الفلسطيني من جهة، ومن جهة أخرى، استغلال هذه المخيمات في أغراض دعائية ضد إسرائيل، ولا سيما أن هذه المخيمات ستكون حينئذ محاطة بأسلاك شائكة، وجدران وحراس مسلحين، للحيلولة دون تدفق الغزيين إلى بقية إسرائيل".
وبعد عشر سنوات من الإخلاء والبناء، تستطيع أي عائلة غزية العودة إلى القطاع، بموجب خطة ترامب.
وقال كوشنر صراحة، إن "أي اعتراض على العودة، وحصول كل أسرة على وحدة سكنية في الأبراج الفاخرة، والتي تتراوح قيمتها، وفقًا لتقديرات شركة محاسبة عقارية، بين نصف مليون ومليون دولار تقريبًا".