تباينت آراء الخبراء والمختصين بشأن إمكانية أن تكون الضفة الغربية ومدينة جنين على أجندة زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي زار إسرائيل وقطاع غزة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار.
وتعد هذه الزيارة إلى قطاع غزة، الأولى لمسؤول أمريكي منذ نحو 15 عامًا، وتأتي في إطار جهود إدارة ترامب لتثبيت التهدئة في غزة، وسط تقديرات تشير إلى حاجة واشنطن الملحة لإتمام الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.
وبهذا الصدد، قال الخبير في الشأن الدولي، رأفت بدوية، إن "زيارة مبعوث ترامب لا يمكن أن تقتصر على ملف قطاع غزة، خاصة أن الإدارة الأمريكية ستعمل خلال الفترة المقبلة على تطبيق رؤيتها المتعلقة بالملف الفلسطيني في القطاع والضفة".
وأوضح بدوية، لـ"إرم نيوز"، أن "ملف التصعيد العسكري في الضفة الغربية، خاصة بمدينة جنين، سيكون أحد أبرز الملفات التي سيجري بحثها بين مبعوث ترامب والمسؤولين الإسرائيليين"، لافتًا إلى أن شكل المنطقة أحد القضايا الرئيسة لزيارة ويتكوف.
وأشار إلى أن "واشنطن بدأت رسميًّا بالعمل على خطة معدلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تستند بشكل أساسي على صفقة القرن التي طرحها ترامب في ولايته السابقة، وترتكز على التغيرات التي أحدثتها الحرب في غزة على المنطقة بأسرها".
وأضاف: "بتقديري سيقدم ويتكوف دعمًا لإسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بمخططاتها في الضفة الغربية وجنين، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة جائزة ترضية لقادة اليمين الإسرائيلي، ما يدفعهم لتجنب اسقاط الائتلاف الحكومي".
في المقابل، يرى الخبير في الشأن الدولي، باسل منصور، أن "إدارة ترامب تركز في الوقت الحالي على التهدئة بين حماس وإسرائيل، وضمان تنفيذ بنود الاتفاق في قطاع غزة"، مبينًا أنها لا تعطي أولوية لقضايا الضفة الغربية.
وقال منصور، لـ"إرم نيوز"، إن "ويتكوف يعمل من خلال زيارته الحالية على استطلاع الآراء المتعلقة بمخططات ترامب لغزة وسكانها، خاصة أن الكثير من الملفات لا تزال عالقة وشائكة، ويمكن أن تنفجر في أي لحظة".
وبين أن "عدم تنفيذ اتفاق التهدئة وفق المخطط الأمريكي سيعيق تنفيذ الرؤية الأمريكية المتعلقة بغزة، وسيكون سببًا في عدم وجود خطة واضحة لليوم التالي من الحرب في قطاع غزة"، مؤكدًا أن ملف الضفة الغربية محسوم بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين.
وزاد: "بتقديري هناك توافق بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ ولاية ترامب السابقة فيما يتعلق بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، وبالتالي واشنطن لن تقف عائقًا أمام أي تحرك إسرائيلي بهذا الشأن".
وختم منصور قائلًا: "التركيز سيكون بشكل رئيسي على غزة، والإجراءات الإسرائيلية الأحادية بالضفة الغربية ستكون كفيلة في إنهاء ملفها"، لافتًا إلى أن بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين كان بضوء أخضر أمريكي منذ البداية.